تفاصيل محاولة إسرائيل الفاشلة لاغتيال قائد قاعدة بورسعيد ورئيس أركانها
للرد على إغراق المدمرة إيلات ويافا، قررت القيادة الإسرائيلية القيام بعملية نوعية لاستهداف أحد القائدين العقيد بحري أحمد فؤاد حسن، قائد قاعدة بورسعيد، أو رئيس أركان القاعدة العقيد سميح أبراهيم، بواسطة مجموعة يتم دفعها خلف القوات عند البحيرات على طريق بورسعيد دمياط الساحلي. وهو الطريق الوحيد في هذا الوقت الذى يربط المدينتين.
محاولة اغتيال قائد قاعدة بورسعيد
وعند عودة العقيد أحمد فؤاد من القاعدة متوجها إلى القيادة بالأسكندرية على الطريق الساحلي إلى دمياط. فوجىء بإطلاق النار على السيارة، وقد كان معه السائق وقاما بالتعامل مع الكمين. حيث كان تسليحهما حسب المتعارف عليه في هذا الوقت هو السلاح الشخصى (طبنجات) ورشاش يكون متواجد داخل السيارة.
ونظرا للاستبسال الذي أبداه كل منهما، فقد انسحبت قوة العدو دون تحقيق ما تريد. وأصبب السائق برصاصة في القدم والعقيد أحمد فؤاد بإصابات سطحية فى الكتف. وقام العقيد أحمد فؤاد بوضع السائق مستلقيًا بالكنبة الخلفية للسيارة وقاد السيارة حتى لمح ضوءاً خارج الطريق فتوجه إليه. وكان الضوء هو دير للراهبات اللاتي قمن باستقبالهما وإجراء الإسعافات اللازمة حيث بقيا لمدة ليلة كاملة تحت العلاج.
قدمت الراهبات كل عون ممكن لهما من علاج طبي وطعام و استضافتهما حتى صباح اليوم التالي. حيث استطاع العقيد أحمد فؤاد أن يقود السيارة ويستكمل إلى أقرب نقطة شرطة عسكرية للإبلاغ وإجراء اللازم لنقل السائق إلى المستشفى العسكرى.
هدية من الراهبات
الراهبات قمن بالصلاة من أجل المصابين وقدمن لكل منهما ما يحفظهما وهو قطعة صغيرة من المعدن مرسوم عليها صورة السيدة العذراء و من الجهة الأخرى صليب. وهذه القطعة معروفة لدى المسيحيون بأسم (أونه) و هي تماثل عند المسلمين (أية الكرسى) التى تحفظهم.
وظل اللواء أحمد فؤاد يحتفظ بهذه الأونة معه في سلسلة مفاتيحه حتى وفاته و لم تفارقه يوماً واحداً منذ ذلك اليوم.
ومن المفارقات انه عندما كان اللواء أحمد فؤاد يحتاج لإجراء عملية قلب مفتوح في إنجلترا عام 1977 توجه إلى مدرسة ابنته. وهى إحدى مدارس الراهبات بالإسكندرية لطلب أعفاء ابنته من الحضور لحين عودته من السفر.
رأت الراهبة الأم هذه الأونة (الراهبة الأم بولين) و لما علمت بالقصة قالت له (نحن لسنا أقل وطنية من راهبات الدير). وطلبت منه أن تقيم ابنته بالمدرسة إقامة كاملة مع الراهبات لحين عودته من إنجلترا.