نواف الزرويكتب:السياق الإرهابي -المجازري الصهيوني المفتوح: من دير ياسين الى مخيم جنين….!
نواف الزرويكتب:السياق الإرهابي -المجازري الصهيوني المفتوح: من دير ياسين الى مخيم جنين….!
لا يمكن للفلسطيني الذي يتابع في هذه الايام موجات الهجمات والاعتداءات العسكرية والاستيطانية الارهابية الدموية في مختلف المدن والمخيمات والقرى الفلسطينية في الضفة الغربية الا ان يتسحضر من الارشيف الفلسطيني ومن الذاكرة الوطنية سلسة المجازر والجرائم الصهيونية الممتدة من دير ياسين الى مخيم جنين، ففي المشهد الفلسطيني اليوم ومن أقصاه إلى أقصاه عمليًا لا نرى سوى مجرمين وإرهابيين يقترفون جرائم حرب على مدار الساعة ضد كل أبناء الشعب الفلسطيني: اجتياحات ومداهمات واعتقالات واغتيالات ومجازر فردية وجماعية في كل الأماكن الفلسطينية، ولم تكن المجزرة التي نفذتها قوات جيش الاحتلال بقيادة وحدة المستعربين في جنين خلال اليومين الماضيين والتي اسفرت عن استشهاد اثني عشر فلسطينيا واصابة حوالي نئة وخمسين آخرين منهم حوالي ثلاثين فلسطينيا اصاباتهم حرجة، وكذلك المجزرة التي نفذتها تلك القوات فجر الخميس 2021/6/10 بحق ضباط الأمن الفلسطينيين -الذين اشتبكوا وقاتلوا ببسالة- سوى مجازر في السياق الإجرامي الصهيوني. وهذا السياق طويل؛ يعود بنا إلى أكثر من خمسة وسبعين عامًا، فهم يحتلون بلادنا ويهودون الأرض والتاريخ والتراث.. ويواصلون حروب التدمير والتخريب والإلغاء للوجود والحقوق العربية الفلسطينية ..ويرفضون كافة القرارات الأممية المتعلقة بهذه الحقوق.. ويرفضون كافة المطالبات والتوجهات الفلسطينية والعربية للمجتمع الدولي والأمم المتحدة .
إلى كل ذلك، ففي المشهد الفلسطيني الماثل المزيد والمزيد: فجيش ومستعمري الاحتلال يصولون ويجولون ويعيثون فسادًا وتخريبًا وتهديمًا وتهويدًا… وعصابات المستوطنين الإرهابيين اليهود تشن -تحت حماية الجيش- حربًا مسعورة على الأرض والمزارعين وعلى شجرة الزيتون الفلسطينية على مدار الساعة… يقطعون ويخربون ويحرقون ويسرقون ويدمرون مواسم الزيتون الفلسطيني… ويقتلون أصحاب الأرض والشجر..
وفي القدس يعربدون ويستولون على المنازل في الشيخ جراح، وفي شعفاط والطور، وفي سلوان وبطن الهوى وحي البستان، فيتصدى لهم الشبان والفتية في معارك يومية والحرب تدور من حي لحي ومن منزل لمنزل.. أما في خليل الرحمن فحدث بلا حرج، فما يجري هناك لا يقل خطورة عما يجري في القدس…!
فهذا الذي نتابعه على امتداد مساحة فلسطين، من حروب واعتداءات وحملات تخريبية وهجمات تدميرية، ومن حملات حرق وقطع وإبادة لشجرة الزيتون الفلسطينية، وهذا الذي نتابعه من حملات اعتقالات ومحاكمات جماعية لأطفال فلسطين في القدس وسلوان على وجه الحصر، وهذا الهجوم الاستراتيجي الذي تشنه حكومات الاحتلال على الفلسطينيين عبر كل الجبهات المتاحة لديهم، كل هذا الذي نتابعه ونشاهده من كم هائل من الأحداث والتطورات المتلاحقة إنما يأتي في إطار مخطط استراتيجي صهيوني يستهدف الاجهاز على القضية والحقوق والأمل في المستقبل.
يسطر شعبنا على امتداد مساحة فلسطين في مواجهة كل ذلك ملحمة مفتوحة من الصمود والتصدي والتضحيات تتوج يوميا بالمزيد من نقاط الاشتباك مع جيش ومستعمري الاحتلال، ما يقلب كل الحسابات الصهيونية وغيرها ويعيد الاعتبار للقضية والنضال الفلسطيني المفتوح حتى التحرير.