المزيدكتابنا

الإسلام الغائب التشريعات الإلهية تدعو لبناء مجتمعات الحرية والسلام والتكاتف.

بقلم المفكر محمد على الشرفاء

 

الإسلام دين الرحمة والعدالة والتعاون والحرية والسلام؛ هجر أتباعه قرآنه الذي أنزله الله على رسوله عليه السلام.
وانصرفوا عن الآيات التي وضعها الله في تشريعاته وأحكامه أسسًا لبناء مجتمعات الحرية والسلام والتكاتف.
وذلك ليعيش الإنسان عيشة هنية وحياة مرضية ليس فيها نكد ولا خوف، كل أبناء المجتمع يعملون فريقًا واحدًا لنهضة مجتمعهم.

مبادئ الإسلام تقوم على الحرية والسلام

فتلك المبادئ الحضارية والإنسانية غابت عن بصيرة المسلمين فضلّوا الصراط المستقيم وضاعت حقيقة المفاهيم التي يدعو لها الإسلام.
بعدما حشد المتآمرون على القرآن عشرات الآلاف من الروايات حتى استطاعت أن تطغى على الآيات.
فتحول أكثر المسلمين إلى أوصياء على الإسلام يقاتلون الناس باسم الدين ويدمرون القرى والمدن مع المريدين، والكل يهتف الله أكبر لا فرق عندهم بين مسلم وغير مسلم.
الكل عندهم كافر أو مشرك وعليه القصاص بقطع رقبته أو قتله برغم أن الله سبحانه وضح أحكامًا قطعية الدلالة في قرآنه بحرية الإنسان في اختيار عقيدته ومذهبه.
ولا سلطة لإنسان على غيره في علاقته مع الله فهو الذى سيحاسب الناس على أعمالهم، فهل عميت أبصارهم عن قوله سبحانه:
«وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ ۖ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ ۚ..» (الكهف : 29).
وهل غابت عن عقولهم عندما خاطب رسوله الأمين بقوله تعالى: «أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّىٰ يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ» (يونس : 99)
كما حدد للرسول عليه السلام وظيفته بقوله:
«المص(1) كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ فَلَا يَكُن فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِّنْهُ لِتُنذِرَ بِهِ وَذِكْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ(2)» (الأعراف)

هجر القرآن

ويضيف سبحانه على تلك المهمة قوله: «فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ» (ق : 45)
ونبه الله رسوله بأن قومه سيهجرون القرآن وآياته ويتبعون الشيطان ورواياته بقوله:
«تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ ۖ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ» (الجاثية : 6)
عَلِم الله منذ الأزل بأن الناس سينصرفون عن الآيات وسيتبعون الروايات ليبتدعوا دينًا موازيًا للقرآن؛ تتقبله النفوس وتؤمن به القلوب.
وسيتحكم في العقول وتتراكم الظلال السوداء على الآيات. وتتحكم في المسلمين الروايات لترضى النفوس الأمَّارة بالسوء.
تلك التي تثير غرائز الطمع والعزة والنفوذ وتدعو لاحتلال البلدان واستعمار الأوطان. فاتخذوا الإسلام مطيّة لتحقيق مآربهم.
ولذلك فإنني أسأل الخليفة الحالم بحكم العالم:
هل مِن الاسلام تدمير سوريا وتشريد ملايين الأسر يعيشون تحت البرد القارس في الشتاء، وفي الصيف يبحثون عن نسائم الهواء؟
وهل من الإسلام قتل الأطفال واحتلال الأوطان ونهب الثروات؟
وهل من الإسلام قتل الأكراد وتصفيتهم في أراضيهم وتشريدهم ونشر الفزع والرعب لدى الأسر والأطفال؟

جرائم تشوه صورة الإسلام

وكم من الضحايا تلوثت أياديك بدماء المسلمين فى العراق وليبيا في الماضي، وما ارتكبه أجدادك المجرمين من قتل وسحل في لبنان وسوريا وليبيا يتكرر اليوم تحت رايتك ودعايتك الكاذبة باسم الإسلام..
إن كل الجرائم التي ترتكبها إنما تقوم بتمثيل الشيطان وتنفيذ نفس مريضة وسلوك خبيث؛ يضعك عدوًا لله ولرسوله.
فليس من حقك أن تتحدث عن الاسلام الذي يدعو للرحمة والعدل والسلام، وأنت تنفذ القتل وتهدم الدور وتقتل الأيتام فأنت تمثل صورة مشوهة عن رسالة الإسلام.
أما غير المسلمين من القادة الغربيين فلا لوم عليهم عندما يشاهدون بعض المسلمين يرتكبون الجرائم البشعة ضد الإنسان ويصادرون حقه في حرية التعبير عن رأيه،
في عالم تقدم فيه الإنسان بقوانين ومحاكم مسئولة عن القصاص من كل من يعتدي بالقول أو باليد على رموز الأديان.
والقضاة لديهم من الأحكام والتشريعات ما يمنحهم الحق في محاسبة كل من يعتدي بالسوء أو بالاستهزاء على الرموز الدينية لكل الأديان.

الإسلام حرّم السخرية من الرموز الدينية

والإسلام الذى شرع بتحريم السخرية والذي يعتبر أن من تعدَّى بالسوء أو السخرية على الرموز الدينية من الرسل والأنبياء ظالم يستحق العقاب ويُحاسب على ظلمه.
فالإسلام الذي شرع تحريم السخرية والاستهزاء بالناس جميعًا والله حذَّر المؤمنين بقوله سبحانه:
«يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَىٰ أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِّن نِّسَاءٍ عَسَىٰ أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ ۖ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ ۖ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ ۚ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ» (الحجرات : 11).
لذلك على المسلمين ألا يتّبعوا كل من يدّعي أنه يدافع عن الإسلام مثل المجرم أردوغان، ولكن عليهم معرفة أعماله وسلوكياته.
فكيف للذي يقتل آلاف المسلمين ويشرد ملايين الأسر أن نصدّق دعواه ونسمع احتجاجه ضد من يعتقده بأنه يعتدي على الإسلام!
فقبل أن يدافع عن الإسلام لا بد أن يضرب المثل في تمسكه بشريعة القرآن ولا يعتدي على الإنسان ولا يدمر الأوطان ويسفك دماء الأيتام.
أما القيادة الغربية في أوروبا فهم يعلمون كم من عشرات الآلاف قتلهم العثمانيون من الأرمن باسم الإسلام، وكم سفكوا من دماء الأوروبيين في النمسا والبلقان باسم الإسلام.

حقيقة الرسالة

فماذا ينتظر المسلمون منهم غير أنهم تصوروا أن تلك الجرائم التي تُرتكب باسم الدين هي رسالة الإسلام، ولَم يتبينوا حقيقة الرسول محمد عليه السلام.
وهو يحمل للناس جميعًا قيم الحرية والعدالة والرحمة والتعاون وتحريم الاعتداء على حقوق الناس.
والكل إخوة في الإنسانية حيث منح الإسلام كل الحرية للناس باختيار عقائدهم ومذاهبهم دون ترهيب أو تهديد، وأن ما يرونه من تصرفات المسلمين في الماضي والحاضر إنما هي صورة مشوّهة وظالمة.
هذه الصورة ألقت ظلالها السوداء على أعظم القيم الإنسانية التي ترتقي بالإنسان وتحترم حقه في الحياة كما كرمه الله سبحانه في قوله:
«وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا» (الإسراء : 70).

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى