قبائل و عائلات

قبيلة البوعيسى.. شاركت في كل الفتوحات ولها مواقف قوية ضد الغزاة

أسماء صبحي

قبيلة البوعيسى، بطن من آل فضل من آل ربيعة من آل الجراح من معن الطائية القحطانية من العرب المعاربة من جنوب اليمن. وهم بنو الأمير عيسى بن مهنا الملقب (شرف الدين ملك العرب )، والذي حكم عشرين سنة في الشام.

إمارة البوعيسى

وامتدت إمارة البوعيسى في عهد أولاده وأحفاده الى العراق مروراً بـ (عانة والفلوجة والحلة والكوفة والى البصرة ) في عهد الأمير فضل بن عيسى بن مهنا سنة 718 هـ. وقد ولاه الإمارة ملك مصر الظاهر بيبرس سنة (1265) م ( 663 ) هـ على جميع العربان. وكانت بلاد الشام وأعالي الفرات محط نزاع ما بين التتار في بغداد، ودولة المماليك في مصر.

وبعد حادثة هولاكو سنة (656) هـ وبسقوط الخلافة العباسية تبنى ( الأمير عيسى بن مهنا ) إيصال الإمام أحمد العباسي إل الملك (الظاهر بيبرس ) وقد بويع له بالخلافة في مصر. وقاد (الأمير عيسى بن مهنا) عدة حروب ضد التتار وانتصر فيها وكان مساندًا لسلطان مصر. وكان يضع على رأسه في المعارك ريشة من ذهب ولذلك لقب بـ (أبو ريشة ).

امتاز حكمه بالاستقرار والهدوء، وكان رجل عادل حازم يخاف الله. قد تألفت معه عموم العربان في بلاد الشام وتوالى في حكم الإمارة من بعده حوالي خمسون أمير من (أولاده وأحفاده). وكانت آخر امارة من نسلهم (إمارة آل بو ريشة ) في عانة، والتي مازالت آثارها موجودة.

هجرة البوعيسى

وتوفي الأمير عيسى ملك العرب والجد لعموم البوعيسى في العراق والوطن العربي سنة (1284) م الموافق (683) هـ. ودفن في مقبرة الشيخ فرج شمال السليمانية.

بعد هجرة البوعيسى من الشام إلى العراق عبر نهر الفرات، كما ذكر في كتاب “المختصر في أخبار البشر” لأبي الفداء تحت عنوان طرد البوعيسى من الشام سنة (719) هـ بعد سقوط إمارتهم في العراق، توزع وانتشر البوعيسى في العراق وبلاد الشام والجزيرة العربية وشمال أفريقيا.

نسب القبيلة

ويتضح من النسب التأصيلي، أن البوعيسى بطن من طي وهي القبيلة الأم من قبائل العرب الرئيسية. وطي بعد هجرته من جنوب اليمن بعد سيل العرم الغى شمال الحجاز (جبال طي الاجا وسلمى ) تفرعت منها الفروع (اسنبس ,شمر, بني لام …الخ). وتشكلت منها عدة إمارات، ففي العراق كانت إمارة طي في فرع بني الهناء، ومنهم امير العرب إياس بن قبيصة الطائي ملك الحيرة. وفي الشام كانت إمارة طي في فرع آل الجراح، ثم تمركزت الإمارة عند آل ربيعة من آل الجراح، ثم انحصرت عند آل فضل من آل ربيعة ثم عند البوعيسى من آل فضل وذلك حسب توارث البطون .

كان لطي وفروعها شرف المشاركة الفعالة في طلائع الجيش الإسلامي لنشر راية الإسلام (الفتوح الإسلامية ). وتحرير الشام والعراق وطرد الفرس والبزنطيين والصليبيين حيث شاركت في كل الفتوحات وكانت مع المثنى بن حارثة الشيباني ومع خالد بن الوليد، ومع سعد بن أبي وقاص.

بطولات أبناء القبيلة

لقد وضعت لها خطة في الكوفة في الجانب الشرقي مع قبائل أهل اليمن سنة 17هـ. وطي هي التي ناصرت الإمام علي (رضي الله عنه) في حوادث سنة 36هـ. وحاربت معه في واقعة صفين تحت قيادة الأمير عدي بن حاتم الطائي.

ولقد اشتهر أمراء آلبو عيسى في بادية الشام ببطولات مشهورة، حيث كانت لهم مواقف وطنية وقومية بوجه الغزاة المارقين، ودافعوا بشجاعة متناهيه عن العروبة والإسلام. ومنهم الأمير مانع ابن حديثة ابن عقبة بن فضل بن ربيعة، حيث كان له دور كبير مع رجاله ( قبيلة طي) في القتال إلى جانب الملك الأشرف الأيوبي ضد سلاجقة الروم. وكذلك ضد صاحب بلاد الروم (كياكاوس) الذي استولى على مدينة حلب فتمكن الأمير مانع من تحريرها وطرد الروم منها وذلك في عام 1218 م.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى