قبيلة بني جهمة: إرث أصيل وحضور تاريخي مميز
أسماء صبحي
قبيلة بني جهمة تعد من القبائل العربية التي تنتمي إلى كنانة العدنانية. وهي من القبائل التي لعبت دورًا بارزًا في تاريخ الجزيرة العربية، خصوصًا في منطقة الحجاز. وتعود أصول القبيلة إلى الجد الأعلى “جهمة بن زهير بن قيس”. ويتميز أفرادها بالشجاعة والكرم، فضلاً عن ارتباطهم الوثيق بالصحراء وبيئتها القاسية.
تاريخ قبيلة بني جهمة
برزت قبيلة بني جهمة في العصر الجاهلي من خلال مشاركاتها في الحروب القبلية التي كانت سائدة آنذاك، مثل حرب الفجار. ومع ظهور الإسلام، كان لأفراد القبيلة حضور بارز في نشر الدعوة الإسلامية، حيث استجابت القبيلة لدعوة النبي محمد ﷺ. وشارك أبناؤها في المعارك الإسلامية المبكرة، مثل غزوة بدر وأحد.
ومن جهته، قال الدكتور محمد الأنصاري، أستاذ التاريخ بجامعة أم القرى: “بني جهمة من القبائل التي أسهمت في تشكيل الهوية الإسلامية من خلال دورها في نشر الإسلام ومشاركتها الفاعلة في بناء الدولة الإسلامية. وتاريخها العريق يبرز مدى تأثيرها في المجتمع العربي”.
الدور الاجتماعي والتجاري
كانت بني جهمة من القبائل النشطة تجاريًا في شبه الجزيرة العربية، حيث عملت على تأمين طرق القوافل بين الحجاز واليمن. كما اشتهرت بتربية الإبل والخيول، وهو ما عزز من مكانتها كقبيلة بارزة في المجالات الاقتصادية والاجتماعية. وكانت قبائل أخرى تعتمد على بني جهمة في التجارة البرية نظراً لخبرتها في الطرق الصحراوية.
عرفت القبيلة بإسهاماتها الثقافية والأدبية، حيث برز منها شعراء فطاحل ساهموا في إثراء الشعر العربي القديم. وكان شعرهم يعكس القيم الأصيلة للقبيلة مثل الفخر بالأصل، الشجاعة، والكرم. كما أُعتبرت بني جهمة مثالاً حيًا للحفاظ على التقاليد العربية عبر الأجيال.
أثرها في الحروب القبلية
في فترات لاحقة، كانت لبني جهمة مشاركة فعالة في الحروب القبلية. حيث أظهرت تفوقها في الفروسية وحسن التنظيم العسكري. وقد ساعدت هذه السمات القبيلة على الاحتفاظ بمكانتها بين القبائل العربية الأخرى، لا سيما في فترة ما بعد الجاهلية.
وفي الوقت الحالي، تنتشر قبيلة بني جهمة في المملكة العربية السعودية ودول الخليج، مع احتفاظها بعاداتها وتقاليدها العريقة. ولا تزال القبيلة تعكس قيمًا أصيلة مثل الكرم وحب التعاون، وتسهم بشكل فعال في المجتمع الحديث.