وطنيات

نسف الدقاقة.. العملية التي أذهلت العدو وكبدته خسائر فادحة

أسماء صبحي 

خلال معارك الاستنزاف كانت عمليات تلغيم المدقات والطرق الرئيسية التي تتحرك عليها القوات الإسرائيلية أحد الأساليب الهامة التي سببت للعدو خسائر فادحة في الأفراد والآليات العسكرية. حيث فاقت خسائر إسرائيل أثناء معارك الاستنزاف اكثر من خسائرنا في 5 يونيو.

فلم يكن يمر يوم على الجبهة إلا ويدمر فيها دبابات أو عربات مجنزة أو ناقلات جنود سواء علي يد المجموعة 39 قتال أو رجال الصاعقة والمظلات أو رجال المشاة أو رجال المهندسين العسكريين (عن طريق زرع الألغام) .

ما هي الدقاقة

وبسبب هذة الخسائر، ابتكر الجيش الإسرائيلي جهاز يتم تركيبة علي برج الدبابة بدلاً من المدفع و هو ما يسمى (بالدقاقة). وهي عبارة عن ذراع طويل يصل طولة خمس أمتار للأمام وآخره جنزير طويل وبآخر الجنزير قطعة من الحديد الصلب ضخمة وثقيلة بعرض الطريق الذي تسير علية الدبابات. فتقوم بتفجير أي لغم دون أن يؤثر في باقي القوة التي تتحرك خلف الدقاقة. وبذلك أفسدت تأثير الألغام التي كانت تزرعها قواتنا.

دفع هذا الأمر العميد مصطفي كمال الاب الروحي للمجوعة 39 قتال، والمقدم إبراهيم الرفاعي قائد المجموعة. بعمل خدعة للقوات الإسرائيلية حيث قاموا بتغير الحركة المكانكية لتفجير الألغام المضادة للدبابات. بحيث لاينفجر اللغم عند السير علية اوضربة من الدقاقة مع احتفاظ اللغم بالعبوة الناسفة بداخلة ثم توصيل هذه الألغام بلغم بدائرة تفجير كهربية.

نسف الدقاقة

وبعد التأكد من نجاح التجربة. تم تحديد أحد الطرق التي تتحرك عليها القوات الإسرائيلية في حماية الدقاقة. وفي يوم 4 أغسطس 68 تحرك المقدم إبراهيم الرفاعي والرائد محمد عالي نصر والرائد عصام الدالي ومحمود الجيزي. بقارب ذودياك ومعهم معدات النسف من بورفؤاد بحراً إلى رمانة الساعة الواحدة صباحاً. وقاموا بذرع 12 لغم زوجي في 6 مناطق مع وضع تحبشة مصرية عبارة عن شوال أمونال شديد الانفجار ومعة دانة مدفع بجوار كل لغم.

وفي الصباح وأثناء مرور القول الإسرائيلي وأمامه الدقاقة حيث بدات تضرب في الأرض، ورغم وجود الألغام اسفل منها ولكنة لم ينفجر لتغير الحركة المكانكية للغم فتتحرك الدقاقة للأمام وخلفها باقي الدبابات الاسرائيلية. حتى ضربت الدقاقة اللغم الذي يعمل بدائرة كهربية فتحول المكان إلى جزء من الجحيم في ثواني قليلة. وتم تدمير جميع الدبابات ومن بداخلها.

وقد يتعجب البعض إذا قلت أن الدقاقة تحولت إلى أشلاء حيث طارت أجزاء منها لمسافة أكبر من 240 متر من شدة التفجرات. ومن بعدها لم يفكروا في استخدام الدقاقة في عمليات تطهير الطريق تحية إلى العقول التي فكرت وخططت وإلى أصحاب العزيمة التي لا تعرف اليأس. وإلى القلوب التي أحبت الوطن وأخلصت له وضحت من أجله. نعم إنهم أبطال في زمن البطولات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى