ركن الدولة.. قصة حياة وحكم ملك بلاد فارس
دعاء رحيل
ركن الدولة، الملقب أبو علي الحسن بن بويه بن فنا خسرو الديلمي، هو مؤسس الدولة البويهية في اصفهان والري. حكم على همذان وعراق العجم بأكمله، بالإضافة إلى الري وأصفهان. كان والدًا لعضد الدولة فنا خسرو، ومؤيد الدولة أبو منصور بويه، وفخر الدولة أبو الحسن علي. كان رجلاً ذا قدر جليل وطموح عالٍ، حكم لمدة 44 سنة، وقام بتقسيم الممالك بين أبنائه الثلاثة، كما توفي في الري في سنة 366 هـ.
مؤسس الدولة البويهية
ابن خلكان يذكر في “وفيات الأعيان” أن ركن الدولة كان صاحب أصفهان والري وهمذان وعراق العجم بأكمله. كان أبو الفضل ابن العميد وزيره، وعندما توفي، تولى ابنه أبو الفتح علي منصب الوزارة. كان الصاحب بن عباد وزيرًا لابنه مؤيد الدولة، وعندما توفي، تولى منصب الوزارة لفخر الدولة. وكان أبو علي الحسن بن بويه محظوظًا وسعيدًا في أبنائه الثلاثة، وقام بتقسيم الممالك بينهم، فقاموا بها بشكل جيد. كان ركن الدولة هو المتوسط في سِنِّه بين إخوته الثلاثة: عماد الدولة أبو الحسن علي، ركن الدولة نفسه، ومعز الدولة أبو الحسين أحمد. كما كان عماد الدولة هو الأكبر سِنًّا، ومعز الدولة هو الأصغر.
في سنة 339 هـ، سار الخراسانيون منصور بن قراتكين ومن معه إلى الري. وكان أبو علي الحسن بن بويه في بلاد فارس. عندما وصلوا، اندلعت حروب عدة بينهم. ضاقت الميرة على الطائفتين وذبحوا دوابهم. لو أمكن ركن الدولة الانهزام، لفعل. استشار وزيره أبا الفضل ابن العميد في بعض الليالي في الهرب. قال له: “لا ملجأ لك إلا إلى الله تعالى. انوِ للمسلمين خيرًا وصمِّم العزم على حسن السيرة والإحسان، فإن الحيل البشرية كلها تقطعت بنا. وإن انهزمنا، تبعونا وأهلكونا وهم أكثر منا، فلا يفلت منا أحد”. فقال له: “قد سبقتك إلى هذا”.
وفاة ركن الدولة
كما في ثلث الليل الأخير، جاء خبر أن منصورًا وعسكره قد عادوا إلى الري وتركوا خيامهم. كان سبب ذلك أن الميرة والعلوفة ضاقت عليهم أيضًا. إلا أن الديلم كانوا يصبرون ويقتنعون بالقليل من الطعام، بخلاف الخراسانية.
أبو الفضل ابن العميد يروي: “استدعاني ركن الدولة تلك الليلة في الثلث الأخير وقال لي: ‘قد رأيت في المنام كأني على دابتي فيروز وقد انهزم عدوى، فممدت عينَى فرأيت على الأرض خاتمًا فأخذته وإذا فصه من فيروزج فجعلته في إصبعى فتبركت به وانتبهت وقد أيقنت بالظفر، فإن المعجزج معناه الظفر، وكذلك لقب الدابة فيروز’. قال ابن العميد: ‘فأتانا الخبر والبشارة بأن العدو قد رحل فما صدقي حذرًا من كمى فروز’. فصاح ركن الدولة لغلام بين يديه: ‘ناولى ‘. فأخذ خاتمًا من الأرض فناوله إياه فإذا هو من فيروزج فجعله في إصبعه وقال: ‘ هذا تأويل رؤيائى، وهذا هو التأويل المحسوس'”.
كان ركن الدولة يقول: ” مثل خراسان في صعوبة فتحها و نزارة دخولها كابن آوى: يصعب صيده ولا يحصل خيره”. هذا معبر على مثال شعر:
إن ابن آوى لشديد المقتـنـص هو إذا ما صيد ريح في قفص
ركن الدولة توفي في ليلة السبت، قبل اثنتي عشرة ليلة من نهاية شهر المحرم، في سنة 366 هـ، في الري. دُفِنَ في مشهده. وُلِدَ تقديرًا في سنة 284 هـ، كما قال أبو إسحاق الصابئ. حكم لمدة 44 سنة وشهر وتسعة أيام. بعد وفاته، تولى ابنه مؤيد الدولة الحكم. رحمه الله تعالى.