لواء دكتورسمير فرج يكتب :أجمل احتفالات عيد الفطر
لواء دكتورسمير فرج يكتب :أجمل احتفالات عيد الفطر
عدت من صلاة العيد، وتابعت على شاشة التليفزيون البث المباشر لأجمل احتفالات مصر بعيد الفطر المبارك، والتي شارك فيها السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي مع أسر شهداء مصر من القوات المسلحة والشرطة وأصحاب الهمم، في قاعة المنارة. وبينما أتابع مشاهد الاحتفال، التي تأثرت بها بشدة، تلقيت مكالمة هاتفية من الأخ الشاعر مصطفى الضمراني، الوطني المخلص، صاحب أحلى الأغنيات الوطنية “ما تقولش إيه ادتنا مصر”، يقول لي “أنا عيوني دمعت وأنا أرى تكريم السيد الرئيس لأسر الشهداء، وأتابعه يحنو على الأطفال والأبناء الذين فقدوا آبائهم في سبيل أمن وأمان مصرنا العزيزة”. والحقيقة أن كلماته عبرت عما بداخلي تماماً.
إننا نشهد تكريم الرئيس لأسر الشهداء مرتين كل عام؛ الأولى في عيد الفطر، والثانية في عيد الأضحى، وهنا يجب أن أشير إلى أن الاحتفال ليس قاصراً على ما نتابعه على شاشات التليفزيون بعد صلاة العيد، ولكنه يبدأ قبلها، من خلال اتصال إدارة الشئون المعنوية بأسر الشهداء، للاستعلام عما يتمناه الأبناء كهدية العيد، لكي يرسلها لهم السيد الرئيس. والحقيقة أن القيمة الحقيقية ليست في الهدية، وإنما في الرسالة من ورائها، وهي إن كنتم حُرمتم من قضاء العيد مع والدكم، الذي قدم روحه للدفاع عن الوطن، فإن الرئيس لا ينسى تلك التضحية المقدسة، ولا ينساكم في تلك الأيام الغالية.
وفي أول أيام العيد يصل مندوبو السيد الرئيس، القائد الأعلى للقوات المسلحة، لكل أسر الشهداء، في كافة ربوع مصر، حاملين الهدايا للأبناء. ويرجع تعاطفي مع تلك المشاهد، كوني ممن خاضوا أربعة حروب، حاملاً روحي على كفي، وتاركاً أبنائي من خلفي، وأنا على يقين من احتمالات عدم رؤيتهم مرة أخرى، لذلك فإن تكريم أسر هؤلاء الشهداء، هو رسالة عرفان من شعب مصر لما قدمه هؤلاء الشهداء لوطنهم. ولا تقتصر خدمات إدارة الشئون المعنوية لأسر الشهداء على الأعياد، وإنما تمتد على مدار العام ما بين تقديم رحلات الحج والعمرة، أو المساهمة في تعليم الأبناء، وتكاليف الزواج، والرعاية الصحية، وتوفير فرص العمل، وتنظيم الرحلات والمصايف وغيرها، وكذلك جمعية المحاربين القدامى، التي تقدم لأسرهم الكثير من الخدمات الاجتماعية.
إن مصر لا تنسى، أبداً، أبناءها المخلصين، ولا تغفل، يوماً، عن تضحياتهم، ولا يجب أن تقتصر الخدمات المُقدمة لهم على القوات المسلحة والشرطة، وإنما من الضروري إسهام كافة مؤسسات الدولة بها، فالفضل لما نعيشه اليوم من أمن وسلام، يعود لما قدمه هؤلاء الأبطال لمصرنا العزيزة.