“المغاربة”.. تعرف على أشهر قبائل السودان
أميرة جادو
تعتبر “المغاربة” إحدى القبائل الأكثر شهرة في السودان، وقد هاجرت من المغرب أواسط القرن الـ17 واستقرت في منطقة حلفاية، شمال العاصمة الخرطوم، وينتمي إليها أزيد من نصف مليون نسمة.
اختلفت الروايات بشأن أسباب استقرار القبيلة بالسودان، بين ما قال إن المنتسبين إليها اعتادوا الإقامة بالسودان لأيام في طريق ذهابهم وعودتهم من الحج، وبين من رجح أن الوافدين الأوائل من مغاربة السودان قدموا إلى هذا البلد من فاس بغية نشر الإسلام الصوفي.
دور المغاربة في نشر الإسلام
في هذا الإطار، كشف مشرف الطريق الإدريسية بأم درمان بالسودان، محمد المجدد الحسن الإدريسي، عن دور المغاربة في نشر الدعوة الإسلامية بالسودان، مبرزا في تصريح سابق للقناة المغربية الأولى، “المغرب صدر لنا المذهب المالكي، وغالبة الطرق، سواء كانت تيجانية أو إدريسية أو غيرها كلها جاءت من المغرب، لذلك المغرب لعب دورا مهما في نشر الإسلام بالسودان”.
أما خصائص المغاربة الأوائل بالسودان، فيقول مالك حسين، الخبير في تراث مغاربة السودان: “كانوا أهل علم وثقافة وحضارة، فيها مزوج تاريخي بين العربية والإفريقية والأوروبية، من هنا كانت أهمية المدرسة المغربية بالسودان”.
ديار قبيلة المغاربة
واليوم، تسكن قبيلة المغاربة في أماكن متفرقة شمال السودان، ويزيد حضور المنتسبين إليها في أكثر من 36 قرية في منطقة “المناقل” الواقعة بولاية الجزيرة جنوبي الخرطوم.
ورغم استقرارها شمال البلاد، إلا أن حضورها الرمزي والاجتماعي يمتد إلى باقي مناطق البلاد، إذ أضحى لهذه القبيلة مكانا اعتباريا وسط المجتمع السوداني وأصبح بعض المنتسبين إليها يشغلون مناصب قيادية في البلاد.
من هؤلاء، العميد عبد العزيز خالد عثمان، أحد المؤسسين لحركة التحالف الوطني السوداني، وأحد الضباط الذين أيدوا انحياز الجيش للانتفاضة الشعبية التي شهدتها السودان عام 1985 والتي أطاحت بنظام الرئيس جعفر محمد النميري والشيخ عوض الله صالح، الذي شغل منصب مفتي الجهورية السودانية.
وذكر منتدى “المغربي” المتخصص في التعريف بقبلية المغاربة أن ارتباط المنتسبين إليها بالمغرب ما يزال قويا إلى اليوم، “قبيلة المغاربة يعتزون بأصولهم المغربية ويفتخرون بها وحنينهم لبلدهم الأصلي يبقى في ذاكرتهم، بل ما زالوا على ارتباط وثيق بأسلافهم في مدينة فأس المغربية ولعل المثل عند أهل السودان +فاس اللي ما ورآها ناس+ اعتقادا منهم بأن فاس لا توجد ورآها يابسة”.
فما الذي يميز قبيلة المغاربة عن باقي القبائل السودانية؟
جوابا على السؤال، يستعرض الصحافي السوداني المقيم بالمغرب، طلحة جبريل، في حديث مع “أصوات مغاربية”، جملة من الخصائص التي تتميز بها قبيلة المغاربة بالسودان عن باقي القبائل الأخرى.
موضحا “يتميزون بسحناتهم وبأسمائهم المغربية، كأسرة السلاوي والمراكشي والتيجاني وهي أسماء تشير إلى أصلها المغربي، ومشهود لهم بالكرم والجود وبالانفتاح على باقي مكونات المجتمع السوداني”.
أما أسباب استقرارهم بالسودان، فيضيف جبريل أن معظمهم استقر بالسودان على مراحل بدأت من أواسط القرن الـ17 واستمرت إلى القرن الـ18، وجلهم من المغاربة العائدين من موسم الحج.
وتابع “أصبح هذا الاستقرار ينمو مع السنوات وأصبحت هذه القبيلة تنتشر شيئا فشيئا فكان استقرارهم في البداية في منطقة الهلالية وأعتقد أن الوافدين الأوائل منهم أطلقوا هذا الاسم على المنطقة نسبة إلى بنو هلال، كما ينتشرون في منطقة الحلفاية شمال العاصمة”.