عادات و تقاليد

تقديم القهوة للضيف.. قواعد راسخة تحترمها قبائل سيناء

دعاء رحيل

القهوة العربية هي شراب يصنع من حبوب البن المحمصة والمطحونة والمغلية في ماء ساخن. تعتبر القهوة العربية رمزا للضيافة والكرم والتقاليد الأصيلة عند قبائل سيناء، التي تحافظ على طريقة تحضيرها وتقديمها بشكل خاص.

 

تتميز القهوة العربية عند قبائل سيناء بأنها مرة ولا تضاف إليها السكر، ولكن يمكن إضافة بعض التوابل مثل الهيل والزعفران لإعطائها نكهة مميزة. كما أنها تقدم في فناجين صغيرة لا تملأ كاملة، وتسكب في دلة أو بكرج من قبل صباب أو سلطان يقف احتراما للضيف.

 

مسميات فنجان القهوة 

 

وفي هذا السياق قال محمد الدغيري الباحث في التراث، إن تقديم القهوة العربية للضيف في سيناء يعتبر من أهم علامات الكرم والترحيب، وله معاني ورموز كثيرة. فالفنجان الأول يسمى فنجان الضيف، وهو بمثابة العيش والملح، والفنجان الثاني يسمى فنجان الكيف، وهو يخص المزاج والسعادة، والفنجان الثالث يسمى فنجان السيف، وهو يعبر عن التضامن والدفاع مع المضيف في حالة حدوث غزو أو خطر. كما أن هناك فنجان رابع يسمى فنجان الهيف، وهو يشرب من قبل صباب القهوة قبل تقديمها للضيف لإظهار أن القهوة جيدة وخالية من أي خدعة.

 

تقديم القهوة العربية للضيف في سيناء يخضع لقواعد راسخة تحترمها قبائل سيناء. فالقهوة تقدم باليد اليمنى، وتتناول باليد اليمنى أيضا، ولا يجوز استخدام اليد اليسرى في تقديم أو تناول القهوة. كما أن الفنجان لا يوضع على الأرض بعد شربه، بل يحتفظ به في اليد حتى يأخذه صباب القهوة مرة أخرى.

 

أصول القهوة العربية

 

أصول القهوة العربية هي موضوع مثير للاهتمام ومحل جدل بين المؤرخين والباحثين

– يعتقد أن أول من اكتشف القهوة هم أسلاف الأورومو، المجموعة العرقية الإثيوبية، الذين لاحظوا تأثير حبوب البن على زيادة الطاقة والنشاط عند تناولها.

– ينسب بعض المؤرخين دخول القهوة إلى شبه الجزيرة العربية إلى الشيخ جمال الدين الذبحاني، الذي جلبها من أثيوبيا إلى جنوب الجزيرة في منتصف القرن الخامس عشر الميلادي.

– يرجع آخرون اختراع صنع القهوة إلى أبي بكر بن عبد الله الشاذلي أو تلميذه عمر، واللذان كانا من علماء الصوفية في اليمن، والذين رأوا أن شرب القهوة يساعد على السهر والعبادة.

– انتشرت شرب القهوة في بلاد الشام والحجاز والعراق والمغرب في القرن السادس عشر، ومنها إلى أوروبا وآسيا وأمريكا.

– تطورت طرق تحضير وتقديم وتسمية القهوة في مختلف المناطق العربية، حسب درجة حمص حبوب البن، والإضافات التي تستخدم مثل التوابل، والأدوات التي تستعمل مثل دلة وفنجان، والقواعد التي تحكم تقديمها للضيف.

 

أدوات خاصة بتحضير القهوة

 

تحضير القهوة العربية يتطلب استخدام بعض الأدوات الخاصة التي تسمى “المعاميل”، وهي تشمل:

 

– المحماس أو المحماسة: هو قرص اسطواني مجوف من الداخل، له ذراع يمسك بها وتوضع فيه حبوب البن، لتحميصها على النار.

– يد المحماسة: هي عتلة من حديد طويلة، تحرك حبوب القهوة بعد وضعها في المحماس، لتحميص البن بصورة جيدة.

– التاوة: هي مقلاة مستديرة واسعة تستخدم لتحميص حبوب البن أيضاً.

– المهراس: هو أداة تستخدم لطحن حبوب البن بعد تحميصها، وهو عبارة عن إبريق معدني أو خشبي يحتوي على قضيب طويل يضغط على البن.

– الركوة: هي إبريق معدني يستخدم لغلي القهوة مع الماء والتوابل، وله فتحة صغيرة في الأعلى وفتحة كبيرة في الأسفل.

– الدلة: هي إبريق معدني أو خزفي يستخدم لتقديم القهوة، وله فتحة صغيرة في الأعلى وفتحة كبيرة في الأسفل، وله ذراع طويل يسهل حمله.

– المهباش: هو الملقط الحديدي لوضع الجمرات وتوزيعها في أرضية الموقد.

– الفنجان: هو كأس صغير لشرب القهوة، وغالباً ما يكون من الخزف أو الزجاج أو المعدن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى