كيف حافظ “بيت العبابدة” على تراث قبيلة صحراء مصر؟
دعاء رحيل
بيت العبابدة هو متحف بيئي يقع في محمية وادي الجمال الوطنية في مرسى علم بالبحر الأحمر، وهو يعكس تاريخ وتراث قبيلة العبابدة، واحدة من أقدم القبائل العربية في مصر، التي يرجع نسبها إلى الصحابي عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما. المتحف يضم مجموعة من الأدوات والأثاث والملابس والمخطوطات التي تبرز ثقافة وحضارة العبابدة، وكذلك يقدم لزواره فرصة للاستمتاع بالطبيعة والغطس في المحمية، وتذوق المأكولات الصحراوية التقليدية.
فكرة إنشاء المتحف تعود إلى العالِمة الهولندية فولكا، التي كانت تعمل في التنقيب عن الآثار في الصحراء الشرقية في تسعينيات القرن الماضي، وكانت تهوى جمع كل ما يخص تاريخ وتراث قبيلة العبابدة، فجمعت منها ما استطاعت، ثم حصلت على منحة من السفارة الهولندية لإنشاء متحف يروي قصة هذه القبيلة، وأنشأت -بالتعاون مع أحد المهندسين الإيطاليين- بيتًا على طراز صحراوي، ليكون \”البيت العبادي\”. سافرت فولكا إلى هولندا، تاركة إرثها للقبيلة التي أحبتها، لكن المتحف تعرض للإهمال لسنوات.
وفي هذا السياق قال علي سعيد، ممثل جمعية “أبو غصون” والمشرف على تطوير “البيت العبابدي”، إنه في عام 2019، قام شباب قبيلة العبابدة من خلال جمعية \”أبو غصون\” المحلية، بإحياء المتحف وإطلاق اسم \”بيت العبابدة\” عليه، ليكون مركزًا للتعليم والتوعية حول التراث الثقافي للقبيلة، ولدعم السياحة البيئية والثقافية في المحمية. كما ربط المتحف بنفق داخلي يصل بينه وبين محمية وادي الجمال، لإغناء تجربة الزائر.
الزائر لـ \”بيت العبابدة\” يستطيع أن يشاهد كل تفاصيل حياة قبيلة العبابدة، من زيهم التراثي \”التكشيطة”، والذي يتكون من جلباب أبيض قصير من دون ياقة وتحته سروال، ومعه صديري أسود. أما بالنسبة لزي السيدات، فيتمثل بالثوب العبادي الذي يشبه الساري الهندي، لكنه قطعة واحدة.
قبيلة العبابدة هي قبيلة عربية تنتمي إلى نسب الصحابي عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما، وتسكن في الصحراء الشرقية بين مصر والسودان. لهذه القبيلة أهمية في تاريخ مصر لعدة أسباب، منها..
– شاركت في الدفاع عن الحدود المصرية ضد الغزوات الرومانية والفارسية والأثيوبية في العصور القديمة.
– ساهمت في نشر الإسلام واللغة العربية في مناطق الصحراء والسودان، وأقامت علاقات تجارية وثقافية مع الممالك المجاورة.
– حافظت على تراثها وثقافتها وعاداتها القديمة، وأظهرت مرونة وتكيف مع التغيرات المناخية والسياسية والاقتصادية التي مرت بها المنطقة.
– أنجبت من أبنائها علماء وقضاة وبرلمانيين وقادة عسكريين ومجتمعيين، وشاركت في التنمية المستدامة للمحافظات التي تقطن فيها.