قبيلة “بني حرام” بالدقهلية.. تعرف على أصلها ولماذا أطلقوا عليهم هذا الاسم؟
أميرة جادو
تختلف معاني الكلمات من مكان إلى أخر، فعلى سبيل المثال يعتقد الجميع أن كلمة «ابن حرام» تعني أن هذا الشخص ابن غير شرعي، ولكن الحقيقة أن الكلمة ليس لها أي علاقة بالحرام والحلال مطلقًا، ويطلق لفظ «ابن حرام» على أي شخص يقوم بشيء خارق للعادة، فالذي ينجح في خداع الناس أو النصب عليهم يقال انه ابن حرام، من يستطيع الحصول على حقوقه أو حقوق غيره بالحيلة والشجاعة والجرأة يقال إنه: ابن حرام.. وهكذا تقال الكلمة على أفعال خبيثة وأفعال جيدة.
قبيلة أبناء بني حرام
ووفقًا لما ذكره الدكتور إيهاب الشربيني، في كتابه “حكايات المنصورة”، أن أصل الكلمة تاريخي ويعود إلى قبيلة أبناء بني حرام، وهي من القبائل العربية التي هاجرت من الحجاز إلى مصر وعاش أفرادها في الدقهلية والمنيا، وهذه القبيلة سيطرت على أكثر من 30 قرية في الدقهلية حتى اليوم.
وأشار “الشربيني” إلى أن ذلك في زمن استولت فيه القبائل العربية على جميع قرى مصر الواقعة على النيل والترع الكبرى وطردوا أهلها الأصليين، وكانت تقوم بين القبائل وبعضها معارك كبيرة بسبب مشاكل الأرض والسلطة.
صراعات مع قبيلة جذام
وأوضح ” الشربينى” أن قبيلة بني حرام كانت في صراعات دائمة مع قبيلة جذام التي سيطرت على 40 قرية بالدقهلية، رغم أن أصل القبيلتين واحد وهو بني قحطان، وغم أن بني حرام الأصليين كانوا من حراس النبي (صلى الله عليه وسلم) في غزوة الخندق، وهناك قبيلة بني زهير التي سيطرت على 15 قرية بالدقهلية، وكانوا يقتلون بعضهم ويأسرون من بعضهم البعض، ويقومون بنهب أراضي ومحاصيل فلاحي القرى الأخرى.
وتابع: “عاشت قرى مصر أكثر من 800 سنة في فترة عصيبة بسببهم حتى نجح محمد علي في القضاء على قوتهم في الوجه البحري، وقتل منهم الكثير وقام بتجنيد كثير منهم حتى قضى على العصبية القبلية، وفقد كثير منهم الثروة والجاه، أما بني حرام فقد كانوا يتسمون بالخفة والسرعة والشجاعة ويقومون بحيل كثيرة لأسر أعدائهم والاستيلاء على ممتلكاتهم”.
سبب التسمية
وأشار إلى أنهم كانوا يتميزون بأن واحدا منهم فقط يستطيع ضرب عصابة كاملة أو نهب قرية كاملة بأساليب عجيبة، حتى من يسأل: من فعل ذلك؟ فيقولون فعله ابن حرام، أي شخص من قبيلة بني حرام.
ولفت “الشربيني”، إلى أن المثل انتشر في كل مصر، وبعد عصر محمد علي وأولاده نسي الجميع أصل الكلمة التي تعود لقبيلة بني حرام، وللأسف الكل أفتى برأيه خطأً في أصل الكلمة حتى عدد من المشايخ والفقهاء.