“هور” بقعة أثرية بنجع حمادي شهدت حروب المسلمين مع الرومان منذ آلاف السنين
دعاء رحيل
في منطقة جبلية بقرية هو جنوب مدينة نجع حمادي مساحة شاسعة لا بداية لها ولا نهاية لها ، تحدها مقابر ومزارات تسمى “هور” تتبعها دائرة الآثار منذ عقود، لكن بعد البحث لتحديد التواريخ الحقيقية للمعارك في المنطقة ، تم الكشف عن حقائق كثيرة عن سلسلة المعارك المتتالية لم يعرفها سوى قلة من الناس.
ماذا يقول الناس عنها
بالإضافة إلى كونها على بعد 16 كيلومترًا من مدينة نجع حمادي ، وعلى بعد كيلومترات قليلة من قرية ‘هو’ إلى جبل هو ، توجد منطقة هور، وبجانبها مزار، وأشهر المزارات المنتشرة هناك هو مرقد ““الأمير ضرار””، و مرقد الشيخ السادات والشيخ محمد ، على الطريق التي تنتشر فيها بئر قديم.
في أحد المساجد المنتشرة هناك، قال الحاج جاد الكريم سليم البالغ من العمر 80 عامًا، أن هور كانت موقع معركة بين الرومان والمسلمين منذ مئات السنين وهي تحتوي على رفات الموتىن وتابع: من هذه المقابر رفقاء ومحاربون مثل“الأمير ضرار” والسادات والجمال وعبد الباقي والروم الذين قتلوا في منطقة حور وقبور آخرين.
وقال العم جاد الكريم إن العديد من القصص تدور حول الشيخ الخطاف، وبسالة الأميرة خولة شقيقة الأمير ضرار ، الذين حاولا تحرير إخوته من الأسر الروماني ، قائلاً إنه “رجل مقنع” وذلك بعد أن أخفت خبر أسره ، خرجت لمحاربة الرومان بسيفها وحصانها، وقد سمعنا من أسلافنا أن اسم القرية “هو” تحريف لاسم المنطقة “حور” وأن منطقة تابعة لدائرة الآثار الإسلامية والقبطية، وفي إرث أهل قرية “هو” ، هناك العديد من القصص عن حروب المسلمين مع الرومان في القرية ووجود أضرحة لم يؤكدها أحد لنا.
قال خبير في إدارة آثار قنا ، طلب عدم ذكر اسمه ، إن علماء الآثار مثل آرثر ودريس، قالوا إنه كانت توجد حصون رومانية فى جانب المدينة الذى يطل على الصحراء، وأن قرية “هو” في العصر اليونانى والرومانى أقيمت بها قلعة حربية ومعبد على نهر النيل، بعد أن عثروا ببقايا المعبد على مقصورة صغيرة مشيدة لعبادة “حتحور” إلهة الحب والجمال والموسيقى وعليها نقوش تمثل أباطرة الرومان وهم يقدمون القرابين للإلهة حتحور ، كما تحمل المقصورة أسماء أباطرة الرومان مثل بطليموس السابع، وبطليموس العاشر، والإمبراطور أدرين.
علم الآثار
قال محمود عبد الوهاب الباحث ومدير دائرة الآثار الإسلامية والقبطية بنجع حمادي إن الجزء المجاور للمقبرة في قرية “هو” يسمى “هور” ويقع ضمن المنطقة الأثرية الرومانية، وضمت هذه المساحة إلى الآثار منذ 1960، ثم اكتشفت بعض الأواني والأحجار المنقوشة باللغة الفرعونية في أول بعثة علمية منظمة للمنطقة عام 1987.
وأضاف أن مقابر ما قبل التاريخ تظهر أن مدينة “هو” موجودة منذ العصر الحجري ، مضيفًا أنه في عام 1884 عثر علماء الآثار بتري وكيوبر في صحراء هو على 19 هيكلًا عظميًا بشريًا وتماثيل وأواني فخارية وأدوات زينة تعود إلى القرن التاسع عشر ترجع إلى العصر الحجري.