بعد رفض بيعه خردة.. قصة صناعة القطار الملكي وإعادته مرة أخرى للحياة
أسماء صبحي
بعد مرور سبعين عاماً، منحت هيئة السكك الحديدية قطار الملك فاروق قبلة الحياة لتدب فيه الحياة مرة أخرى ليعود إلى طابعه الأثري القديم وشكله التاريخى بعد انغ قتلته العقول الجامدة بوضعه في ورش (رملة بولاق)، ليصبح نهباً للسرقة والإهمال والتصميم على بيعه فى سوق الخردة ليلحق بسابقه القطار “التوربيني” الذي بيع خردة بالكيلو في مزاد علني.
خروج القطار الملكي عن العمل
تقول أميمة حسين، الخبيرة في التراث، إن قلب القطار الملكي توقف عن العمل بعد أن تم الاستغناء عن خدماته عقب ثورة 1952. ورفض مجلس قيادة الثورة استقلاله أثناء رحلاتهم عقب الثورة. واضطرت السكة الحديد إلى استيراد عربة تم تصنيعها خصيصًا في إنجلترا. ليستقلها الرئيس محمد نجيب ومن بعده الرئيس جمال عبدالناصر أثناء جولاته.
وأوضحت أن قصة القطار الملكي، بدأت مع رفض الملك فاروق استقلال العربة الملكية التي كان يستقلها الملك فؤاد. فكلف الديوان الملكي بالبحث عن شركة لتصنيع قطار خاص به. ووقع الاختيار على شركة فيات الإيطالية لتصنيع القطار الملكي. لتبدأ في تصنيعه عام 1949 بتكلفة تصنيع قدرت بــ 154 ألف جنيه. أي ما يعادل في الوقت الحالي أكثر من 155 ألف جنيه ذهبًا.
وأشارت إلى أن القطار أطلق عليه اسم الديزل السريع. وهو أول قطار ديزل سريع يدخل مصر بسرعة بلغت ١٢٠ كيلو متراً. ويتكون القطار الملكي من عربتين، تستوعبان 40 راكباً، بكل عربة غرفة قيادة، حتى لا يحتاج القطار إلى مناورة.
العربة الأولى
وتابعت، إن العربة الأولى تم تخصيصها للملك والملكة، وتتكون من حجرة للنوم، بها سريران. وبجوار كل سرير راديو صغير، ووضع بجانب سرير الملك زر خاص يستطيع من خلاله إطفاء القطار بأكمله. والذي صممت أنظمة الإنارة فيه بواسطة أضواء الفلورسنت.
وأضافت، أن حجرة النوم ألحقت بها حجرة للاستقبال، تحتوى على صالون ملكى جدرانه كلها مبطنة من الداخل. مع وجود زجاج خاص يسمح بالرؤية من الداخل فقط، ومزود بجهاز تكييف. كما وضع فيه آلة تسجيل مع مجموعة من الأسطوانات.
العربة الثانية
واستطردت الخبيرة في التراث، أن العربة الثانية خصصت للوزراء وكبار رجال الدولة. ويحتوى القطار الملكي على مقاعد مريحة متنقلة يمكن تحويلها إلى صالونات صغيرة. كما يوجد بالقطار 12 جهاز تليفون في الغرف والصالونات، وبه جهاز لاسلكي للإرسال والاستقبال. كما ألحق بكل عربة مطبخًا كهربائيًا مجهزًا بأحدث الآلات الأمريكية لتجهيز الطعام.
وقالت: “أما عن سائق القطار فقد أعدت له كابينة مزودة بجهاز خاص يضع عليه السائق يده طوال الطريق. فإذا غفل عنه ست ثوانٍ يقف القطار من تلقاء نفسه، للتنبيه إلى حالة السائق غير الطبيعية.
إعادة القطار الملكي للحياة
وبعد أن رفض كامل وزيري، وزير النقل، بيع القطار الملكي في سوق الخردة. صدرت الأوامر بإعادته للحياة في أبهى صوره، ونجحت الهيئة في تسييره عبر خط القاهرة- الإسكندرية على القضبان. وليس نقله بريًا، لوضعه في متحف المنتزه بالإسكندرية.