“أم الفقير” رمز نضال البورسعيديات.. قاومت العدوان بـ”إيد الهون” وحيرتهم في البحث عن نوع “السلاح”
أسماء صبحي
اشتهرت “أم الفقير” بشخصيتها المؤثرة، وكانت امرأة قوية الشكيمة شديدة البأس. تدافع من أجل جاراتها الضعيفات، وترفع الضرر عن نساء الحي الفقيرات الذي تسكن فيه بطريقة قد تصل بها إلى حد أن تفدي بنفسها لدفع المظالم. وكانت فقيرة الحال تقطن بحي المناخ.
أم الفقير بطلة المقاومة في بورسعيد
وتقول أميمة بكر، الخبيرة في التراث، إن أم الفقير سميت بهذا الاسم لأنها أطلقت على ابنها الفقير، ويرجع السبب لأنها كانت كلما وضعت مولوداً يتوفى، فسميت المولود بالفقير حتر لايحسد ويموت فعاش الفقير .
وأضافت بكر، أن أم الفقير كان لها دور لن تنساه بورسعيد خلال مقاومة العدوان الثلاثي عام 1956. وتتلخص بطولة أم الفقير في أنها سيدة بورسعيدية قضت على جندي بريطاني هبط بمظلته أثناء العدوان على بورسعيد عام 1956 بطريق الخطأ أمام بيتها بالدور الأرضي بشارعي الأمين وكسرى. فنظرت إليه من الشباك وغلي الدم في عروقها وبحثت عن أي شيء لقتل هذا الجندي فلم تجد سوى (حلة نحاس كبيرة وإيد هون نحاس). فأخذتهما وخرجت من منزلها بسرعة وانهالت بهما على رأس الجندي حتى فارق الحياة، وبحث الإنجليز عن القاتل دون جدوى.
وأشارت بكر، إلى أن غام الفقير هي السيدة الذي حار الأطباء الإنجليز في إصابات بعض جنودهم بسببها. وهذا موثق في أحاديث الأستاذ هيكل، وفي صحيفة الجاريان، حيث كانت هذة الإصابات بفعل (يد الهون) وأغطية الحلل النحاس.
قتلت ابنها
وتابعت: “كما كان لأم الفقير دور لا تنساه بورسعيد خلال مقاومة العدوان الثلاثي عام 1956. فقد ضبط ابنها وهو يرشد الانجليز على مخزن سلاح لرجال المقاومة في محل ملحق بمسجد علوان باشا بحي العرب. فما كان من أم الفقير في اليوم الثاني إلا أن قامت بتقيد ابنها على ضفة بحيرة المنزله وسكبت جاز عليه وأشعلت فيها النيران”.
واعتبرت (أم الفقير) رمزاً للبطولة والتضحية في بورسعيد. وعندما ظهر الزعيم الراحل جمال عبد الناصر راكباً سيارته المكشوفة ببورسعيد يوم 23 ديسمبر عام 1961. أصرت أم الفقير على مصافحته، وبالفعل حياها عبد الناصر لأنه كان يعرف قصتها وكان يسأل عنها عند زيارته لبورسعيد.