حوارات و تقارير

قصة الملكة الأسطورة “سميراميس” وفندقها المميز على النيل بالقاهرة

أسماء صبحي

“سميراميس” هى الملكة العراقية من مدينة بابل، واسمها الحقيقى “سمورامات”، ومعناها بالترجمة العربية “الحمامة” أو “محبوبة الحمام”. وقد حملت هذا الإسم لأن الاساطير تقول إن الحمائم احتضنتها عند مولدها ورعتها واشرفت على غذائها. وفي رواية أخرى يعتقد أن “سميراميس” هو التحريف الإغريقي له.

زواج سميراميس

وقالت أميمة حسين، الخبيرة في التراث، إن سميراميس تزوجت من ملك نينوى، شمسو حدد الخامس (823-811 ق.م). وكانت تشاركه في الحكم، وبعد أن توفى زوجها لم يكن يبلغ ابنها ولي العهد حدد نيراني (811-783 ق م) سن الرشد. فاستلمت زوجته “سمير امات” المملكة والحكم. وأصبحت وصية على عرش ولدها لمدة 5 سنوات حتى بلغ سن الرشد.

وأضافت حسين، أن الملكة كانت ذات شخصيه قوية وذكاء حاد وجمال أخاذ، حيث قيل إنها كانت تمتلك رموش كثيفه ونظرات ودودة. وعرفت عنها الحكمة والقوّة والغموض، مما جعلها تفرض سطوتها وتمسك بتلابيب دولة بلاد النهرين طيلة عشرات السنين.

فترة حكمها

وتابعت الخبيرة في التراث: “لم تكتف هذه المرأة العظيمة بالسلطة السياسية وإدارة شؤون البلاد. بل تعدتها إلى التأثير في الحياة الدينية والفكرية والاجتماعية. وعلى عموم الحياة في نينوى، فأضفت نوعاً من الرقة والروحانية الجنوبية على المذهب الآشوري. الذي كان يتسم أكثر بنوعاً من تقديس الفحولة المتمثل بالإله آشور وكذلك الميل إلى منطق القوة الحرب. بل حتى أنها نجحت بإبراز أدوار آلهة كانت ثانوية عند الآشوريين مثل إله الحكمة (نبو)”.

وأشارت إلى أنها قامت بمشاريع عمرانية واسعة وأهمها بناء مدينة آشور بمعابدها وقصورها الضخمة، وأحاطتها بالأسوار العالية. ومن الاعمال الجبارة التي قامت بها هذه الملكة بناء نفق مقبب من الحجر تحت مجرى نهر دجلة ليوصل طرفي المدينة.

وأضافت أن سميراميس كانت ملكة محاربة، حيث شنت حملات عسكرية واسعة في آسيا، واستولت على ميديا وبلاد الفراعنة والجزء الأكبر من الحبشة. كما حاولت إخضاع الهند، فشكلت جيشاً جرارًا عبرت نهر السند، إلا أن جيشها واجه أعدادًا هائلة من الفيلة المدربة فأفزعت الخيول والجنود. فانسحبوا فراراً وقيل إنها تعرضت لطعنة كادت تودي بحياتها. بعد جهد جهيد عبرت النهر وأمرت بتدمير الجسر الذي أشادته كي لا يستطيعوا ملاحقة جيشها المهزوم.

فندق سميراميس القديم بالقاهرة

وأوضحت حسين، أنه في العصور الحديثة طغت شخصية سميراميس على عقول وافئدة العالم بشكل لم يسبق له مثيل. وأطلقوا اسمها على مصانع العطور، ومراكز التجمبل والكثير من المنتجعات والفنادق الفخمة، ومنها فندق سميراميس القديم بالقاهرة.

وأشارت إلى أن الفندق بني سنة 1907 على ضفاف النيل، وكان يضم 112 غرفة موزعة على أربعة طوابق. ويفتح أبوابه شتاءً فقط، وفي عام 1920 تم شراء أرض مجاورة له لتوسعته. وقد احتلت القوات البريطانية الفندق لمدة خمسة سنوات خلال الفترة من 1940 إلى 1946. وبعد انتهاء الحرب تم تجديد الفندق بالكامل ليعمل على مدار العام.

وفي سنة 1974، قررت إدارة الفندق إنشاء فندق جديد في نفس موقع فندق سميراميس. وتم توزيع مقتنيات الفندق الأثرية على الشركات المالكة للفندق وهي النيل وشهرزاد وعمر الخيام. وتم بيع ما تبقى من مقتنيات الفندق في مزاد علني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى