حوارات و تقارير

في ذكرى رحيل جلال الدين الرومي.. لماذا كل هذه المكانة؟

أميرة جادو 

مرت أمس الذكرى الـ749 على رحيل مولانا جلال الدين الرومى، إذ رحل فى 17 ديسمبر عام 1273م، وهو شاعر، وعالم بفقه الحنفية والخلاف وأنواع العلوم، ثم متصوف، إذ يقول عليه مؤرخو العرب “ترك الدنيا والتصنيف”، وهو عند غيرهم صاحب المثنوى المشهور بالفارسية، وصاحب الطريقة المولوية المنسوبة إلى “مولانا” جلال الدين.

لحظة تحول حياة جلال الدين الرومي 

في عام 1244، جاءت لحظة التحول في حياة جلال الدين الرومي عندما التقى بصوفي متجول يُدعى شمس التبريزي، يؤكد (غوش): “كان جلال الدين الرومي في الـ37 من عمره، واعظًا إسلاميًا تقليديًا وباحثًا، خلفًا لوالده وجده، وقد حدث انجذاب سحري بين الاثنين لمدة ثلاث سنوات؛ فكانا حبيبًا ومحبوبًا أو شيخًا ومريدًا، إذ لم تكن طبيعة العلاقة واضحة أبدًا”، وهكذا أصبح جلال الدين الرومي صوفيًا، وبعد ثلاث سنوات اختفى شمس “ربما اغتاله ابن غيور لجلال الدين الرومي، مما أعطى للرومي درسًا هامًا في الفراق”، فحاول التأقلم بكتابة الشعر.

“كتب الرومي الشعر في عمر 37 وحتى 67. ألّف 3,000 قصيدة حب لشمس والنبي محمد والله. كما نظم 2,000 من الرباعيات وكتب ملحمة روحية في ستة مجلدات هي كتاب “المثنوي”.

رقص الدراويش 

وقام جلال الدين الرومي – خلال هذه السنوات – بإدماج الشعر والموسيقى والرقص في ممارسة الشعائر الدينية، يقول (غوش): “كان جلال الرومي يدور حول نفسه بينما يتأمل ويؤلف الشعر، الذي كان يمليه على آخرين، ودونت تلك الرقصات بعد وفاته لتتحول إلى الرقص الأنيق للدراويش”، أو كما كتب جلال الدين الرومي: “كنت أتلو الصلوات، والآن أتلو القوافي والقصائد والأغاني”، وعقب عدة قرون من وفاته، تتلى أعمال جلال الدين الرومي وتغنى وتستخدم مع الموسيقى وكمصدر لإلهام الروايات والقصائد والموسيقى والأفلام، فلماذا تصمد أعمال الرومي رغم مرور الزمن؟

يتعرف على عدة لغات؛ من جملتها: الفارسية والعربية والتركية واليونانية. فهو يربط شعوب العالم بعضها ببعض. فإن تعلم مفاهيمه الأدبية ومضامينه الأخلاقية والعرفانية يتمكن من أن تكون منارة للشعوب المتعطشة للأدب في عالمنا هذا ومن ضمنها الشعب العربي العريق. وأن ألف الباحثون الفرس كتبا وآثارا قيمة عن أعمال جلال الدين الرومي الأدبية في العقود الأخيرة خاصة حول المثنوي المعنوي ولكنهم لم يعرفوا هذا الأديب الفذ العالمي إلى العالم العربي فلم يتعرف الشعب العربي عليه بيد أنه خلف آثارا غالية باللغة العربية من النظم والنثر! ومما يؤسفنا أن الأدباء والكتاب العرب قلما كتبوا عنه وعرفوه إلى شعبهم.

وقد احتلت شخصية جلال الدين الرومي منذ ولادته حتى يومنا هذا مكانة مرموقة في الآداب العالمية بيد أن هذا الأديب الفارسي اللغة انصب توجهه إلى نظم الشعر وكتابة النثر باللغة العربية أيضا فهذا دليل واضح لينخرط كاتب هذه المقالة في هذا الموضوع وهو عدم اهتمام المجتمع العربي خاصة الأدباء والجامعيين العرب للتعرف عليه والتعريف به والاتجاه إلى أعماله الأدبية العربية القيمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى