“أنوبيس” حارس الجبانات الملكية… أرضعته الكلاب وربته إيزيس
أنوبيس هو الإله الحارس والمسؤول بصفة خاصة عن تحنيط وتكفين الموتى تمهيدا لرحلة الخلود، بحسب ما أورد روبرت آرمور في كتابه “آلهة مصر وأساطيرها”،ويؤكد روبرت أن أنوبيس هو أحد أقدم الآلهة المصرية وارتبط ارتباطا خاصا بقصة الإله أوزوريس، ويصور على هيئة ابن آوى وهو نوع من الكلبيات أو في صورة إنسان برأس ابن آوى، ومن المناظر الشائعة لأنوبيس قيامه بعملية تحنيط وتكفين الموتى، ومناظرة في وضعية كلب الحراسة أمام الجبانات الملكية.
ربته إيزيس
حسب الأسطورة، كان أنوبيس ابنا غير شرعي لأوزوريس ونفتيس، وحين ولدته نفتيس خشيت من بطش زوجها ست إله الشر، فتركته بجوار الجبانة فتولت الكلاب إرضاعه، فعطفت عليه خالته إيزيس وربته مع ابنها حورس، وعلمته الطب والتحنيط ولغة البشر، لذلك فقد كان هو من قام بتحنيط والده أوزوريس بمساعدة والدته وخالته، كما يظهر في مناظر معبدي أبيدوس ودندرة.
أنوبيس عداد القلوب
يشير روبرت إلى أن أنوبيس بعد أن نجح في تجميع أشلاء والده أوزوريس وتحنيطه ومنحه حياة جديدة يقول له :” ارتفع واحيا، تمسك بهيئتك الجديدة، وتجنب جريمة من أساء إليك”، ومن هذا المنطلق أصبح شريكا أساسيا في طقوس الموت وخصوصا في كتاب الموتى، ليقوم بمهام متعددة في هذا الصدد، فعرف باسم ” عداد القلوب” لأنه يقوم بعملية وزن القلب أمام أوزوريس، وهو المسئول عن حماية وحراسة الأواني الكانوبية الأربعة التي تحفظ أحشاء المتوفى.
ويلمح روبرت إلى أنه من المناظر الشائعة في طقس فتح الفم أن يرتدي الكاهن قناع الإله أنوبيس في إشارة إلى أن أنوبيس هو من يقوم بعملية إعادة الحياة إلى جسد الميت بفتح فمه ليتنفس ويتكلم.
هيرمانيوس
ويوضح المرشد السياحي حسن عوض، أن أنوبيس هو الاسم اليوناني للاسم المصري القديم (أنبو )، والتي تعني حيوان ابن آوى، ملمحا إلى أنه كان اله المقابر والمسؤول عن حماية الأجساد وحراستها.
ويشير إلى أن عبادته بدأت في مصر منذ عصر الملك أوناس (2375 -2345 ق. م) في الدولة القديمة، استنادا إلى وجود صلوات في نصوصه للإله أنوبيس، وتطورت عبادته في العصر البطلمي (350 – 30 ق.م)، ودمج مع الإله هيرميس وأصبح أسمه هيرمانيوس، واعتبر كلاهما مسؤولان عن قيادة الأرواح إلى الآخرة، وفي العصر الروماني (30- 380 ق.م) اعتبر أنوبيس ابنا لإيزيس ليصبح واحدا من آلهة التاسوع.