تاريخ ومزارات

باحثة في التاريخ تكشف أسرار التجارة البحرية في عهد الملكة حتشبسوت

أسماء صبحي 

قالت شروق السيد، الباحثة في التاريخ المصري القديم: “لقد كان لدى الملكة حتشبسوت مشروع فريد تمثل في إرسال رحلات إلى العالم الخارجي. ليدل ذلك على عظمتها كابنة للمعبود آمون، وهو الأمر الذي سيدعم موقفها كملكة. ويظهر أن مستشاروها قد طرحوا عليها القيام بمغامرة لم تتم محاولة القيام بها منذ عصر الدولة الوسطى. وهي السفر إلى الأقاليم التي يوجد بها البخور وهو ذلك المكان الذي كان المصريون يطلقون عليه مسمى “تا نثر” أي أرض الرب”.

رحلة الملكة حتشبسوت إلى بلاد بونت

وأضافت شروق: “لذلك في العام التاسع من حكمها أمرت حتشبسوت بإعداد خمس سفن كبيرة. وأرسلتها في بعثة بحرية أقلعت مع مائتين وخمسين بحاراً إلى بلاد بونت. والتي خرجت من ميناء بساحل البحر الأحمر قرب “وادي جاسوس “. بعد رحلة برية قطعتها البعثة عبر الصحراء من قفط وحتى ميناء الإبحار على ساحل البحر”.

وأوضحت بأنه قد تم إسناد قيادة هذه الرحلة إلى “نحسي” وزودت السفن بالهدايا الكثيرة لرؤساء القبائل القاطنة هناك. كما حملت أيضا مصنوعات من حلي وأدوات وأسلحة منها الخناجر وفؤوس القتال. وبعد رحلة بحرية طولها ألف كيلومتر وصلت السفن إلى شاطئ بلاد بونت حيث رست السفن ونزل الرجال ومعهم البضائع. وواصلوا سيرهم إلى أن وصلوا للمكان الذي ينتظرهم فيه ملك بونت “بريهو” وزوجته “آني” وكبار حاشيته الذين انحنوا أمام رمز حتشبسوت يلتمسون البركة.

وقالت الباحثة في التاريخ المصري القديم: “قد رافقت الرحلة مجموعة من الفنانين الرسامين الذين قاموا بدور الصحفيين في كتابة أدق ريبورتاج علمي في وصف بلاد بونت. كما قاموا بدراسة علمية لمختلف أنواع الأسماك والاحياء المائية في البحر الأحمر. إلى جانب ذلك قاموا بوصف لكل الواردات التي عادت بها السفن المصرية من تلك البلاد”

وأشارت إلى أنه تمت المقايضة ورجعت السفن المصرية إلى طيبة محملة بما جلبته من أشجار البخور. بجانب سلع أخرى مثل الصمغ والذهب والعاج و الأبانوس وجلود الفهد وبعض القردة. ومن العجيب أنه صاحب الرحلة في عودتها بعض أهالي المنطقة بأبنائهم ربما للعمل في مصر أو الإشراف على زراعة أشجار البخور التي استجلب المصريون بذورها.

ومن الجدير بالذكر أن شجيرات الكندر ربما استوردها هؤلاء القوم خصيصاً للبعثة المصرية من اليمن رغبة في الحفاظ على مكاسب وساطتهم التجارية في هذه المنطقة.ومما هو جدير بالذكر أيضا أنه بالرغم مما حفلت به مناظر الرحلة وتفاصيلها على جدران معبد حتشبسوت بالدير البحري. فإن شريكها في الحكم تحتمس الثالث لم يظهر سوى مرة واحدة في منظر ثانوي يقدم البخور لموكب آمون.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى