أنواع الصناعات والحرف اليدوية في مصر.. (الجزء الثالث)
حاتم عبدالهادى السيد
إن الحديث عن أنواع الصناعات اليدوية قد يشمل مئات الأنواع. ومنها: صناعة الحوايا التي تعد من أبرز الصناعات اليدوية الحرفية والأكثر شهرة بالقرى والنجوع المنتشرة بصحراء محافظة مطروح. تصنعها البدويات من صوف الأغنام؛ وصناعة الملابس البدوية في بادية سيناء. والتى اكتسبت شهرة عالمية؛ لكنها قاربت على الاندثار كذلك.
وتأتي صناعة الكليم والمصنوعات الصوفية الصغيرة، ضمن الصناعات المهددة بالاندثار. التي تعتمد على “صوف المارينو” وموطنها محافظة كفر الشيخ. إذ يتم استيراد الصوف من أستراليا. كما أن صناعات ” الخيامية ” الشهيرة. وصناعة الخوص من جريد النخل وقش الأرز التي تشتهر بها محافظة الفيوم فقد أصابها ما حل بباقي الصناعات اليدوية من ضرر. بالإضافة للتطريز السيناوي في منطقة بئر العبد ورفح والعريش وغيرها من الصناعات المهمة
القيادة السياسية والحرف الصناعية
لقد اهتمت مصر بعد التفات قيادتها السياسية وعلى رأسها الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى أهمية تنمية وتطوير مثل هذه الحرف التى تعد قيمة كبرى فتم بناء أول مدينة لصناعة الأثاث في مصر. والاهتمام بالصناعات التى تشتهر بها مصر مثل: الخيامية والأرابيسك والزجاج المعشق. والتطعيم بالصدف والخزف والفخار والزخرفة، والمهن الخشبية. ومصانع والسجاد اليدوي والطرق على النحاس وغيرها..
كما تم وضع خريطة عامة في كافة أنحاء الجمهورية للنهوض بالأثاث المصرى والذى تميزت به محافظة دمياط عالمياً. وتم عمل الدورات التدريبية وانشاء الورش والمصانع الصغيرة. والاهتمام بالورش اليدوية والتى تمثل نحو 60% من حجم هذه الصناعة. وتذليل كافة الصعوبات نحو العاملين بها، وإمداهم بمستلزمات الصناعات والقروض لتطوير الورش بما يعيد لمثل هذه الصناعات هيبتها ؛وقوتها الصناعية الكبيرة.
ونظراً لأهمية هذه الصناعات والحرف اليدوية فقد قامت الدولة في مصر – الآن – بتشكيل مجموعات من الشباب ليتولوا مهمة الاهتمام بالصناعات اليدوية والتراثية بمختلف المحافظات. وليكونوا نقطة اتصال بين الدولة والمصنعين؛ بهدف إقامة المعارض وتسويق تلك المنتجات والترويج لها محلياً وعالمياً. كما تعمل وزارة الثقافة على استمرار هذه الحرف من خلال قطاعاتها بعمل ورش مستمرة في الهيئة العامة لقصور الثقافة وقطاع الفنون التشكيلية. إلى جانب مدينة الحرف التراثية والتقليدية بالفسطاط. وكذلك عمل المهرجانات والملتقيات السنوية والدورية. لتظل الحرف ويظل الحرفيون على تواصل مستمر.
كما قامت الدولة بتوفير الحماية التأمينية للعاملين في مثل هذه الورش؛ وتوفير معاشات لأسرهم ؛ واعطائهم “حوافز استثمارية “. ومساعدتهم في تصدير منتجاتهم ضمن خطة الدولة ؛ وكذلك إمدادهم بمستلزمات الأمان الصناعى بما يكفل الحفاظ على مثل هذه الصناعات الوطنية ؛ والتى تمثل عصب الإقتصاد في مصر. وهو الأمر الذى يمثل قيمة مصر التاريخية والثقافية والحضارية بين الدول والشعوب. ويعكس امتداد الحضارة المصرية العظيمة على مر الأجيال والعصور.