الصناعات التراثية قى مصر.. (الجزء الثاني)
حاتم عبدالهادى السيد
الخيامية وكسوة الكعبة الشريفة
تعد الخيامية أشهر مهنة اشتهر بها المصريون لارتباطها بصناعة ” كسوة الكعبة المشرفة “. وترجع تسمية الخيامية إلى الخيامي الذي يقوم بصناعة الخيام وزخرفتها بقطع القماش الملون. وقد تطورت هذه المهنة على مر العصور. فلم تعد مقصورة على صناعة الخيام إنما امتدت لصناعة المفارش وزينة رمضان والإكسسوارات المنزلية والحقائب. إلا أن أكثر ما اشتهرت به هذه الصناعة فى العصر الحديث كسوة الكعبة التى كان يتم تصنيعها فى مصر وتنقل إلى مكة المكرمة فيما يعرف «بالمحمل» قبل أن يتم تصنيع هذه الكسوة فى السعودية. ثم تكورت الخيامبة في صنع الهدايا التى يقبل السياح على شرائها من مفارش ومعلقات وحقائب لليد وللكمبيوتر المحمول وغيرها.
ولقد سعت مصر للنهوض بهذا القطاع الاقتصادي والاستثماري من خلال تشكيل ” غرفة صناعة الحرف اليدوية”. والتب تعمل على تنمية هذا القطاع الذي يمثل قيمة مضافة إلى الإستثمار المصرى؛ حيث تبلغ التجارة في هذا القطاع حوالى مائة مليار دولار. بما يعكس ضخامة هذا القطاع وتأثيره على بعض الدول. حيث وجدنا أن دولاً فقيرة قد أصبحت غنية ومصدرة بفضل استثمارها واهتمامها بمثل هذا القطاع الحيوي الاستثماري كما انه يعكس أصالة الدول وتاريخها الثقافي والتراثىي .وهو ما يمثل هوية الدولة الوطنية؛ كما انه اكبر دعاية للدول لتسويق منتجاتها. والتعريف بثقافتها وتاريخها وحضارتها كذلك .
صناعات مهددة بالانقراض
وإذا نظرنا إلى هذه الصناعات فإننا نتكلم عن صناعات عملاقة؛ وليست صناعات صغيرة. ومن بين تلك الصناعات المهددة بالانقراض صناعة الأثاث اليدوي. ففي ظل إنشاء أول مدينة لصناعة الأثاث في مصر نجد أصحاب الورش والمصانع الصغيرة مهددين بالغياب عن خريطة صناعة الأثاث. خاصة أنهم يمثلون نحو 60% من حجم الصناعة، إذ يعانون العديد من الأزمات.
كما ان مهنة سباكة الألومونيوم مهددة بالإنقراض في ظل وجود المصانع الكثيرة. وكذلك صناعة الفخار المصرى التى عكست تاريخ وحضارة مصر منذ عهد الفراعنة. ولقد رأينا على جدران المعابد كم النقوش والزخارف التى شكلت أساسات الفن والرسم المصرى. كما وجدنا صناعة الألباستر التي تحاكي النقوش الفرعونية ويقبل عليها السياح نظراً للقيم التاريخية والحضارية التى تعكس تاريخ المكان عبر الزمن. لذلك قامت غرفة صناعة الحرف اليدوية بمحاولات كثيرة لإحياء هذا القطاع من خلال حصر أصناف الصناعة. بدمج القطاعات غير الرسمية بالقطاعات الرسمية.
كما أن الحرف اليدوية المصرية لها مردود ثقافي واقتصادي متوارث. يعكس ثقافة وتاريخ الشعب المصري، ويمثل ثروة له. ويحتاج الأمر إلى تسويق ودعاية قبل ان تندثر مثل هذه الحرف التراثية المهمة .
اندثار بعض الحرف اليدوية والصناعات في مصر
لقد لاحظنا في الآونة الأخيرة اندثار كثير من الحرف في مصر. مثل : الحدادة والحياكة والدهان، وصناعة الأحذية، والقباقيب، والنجارة العربية الأرابيسك، والصدف. بالإضافة لصناعة المقشات البلدية، والحبال والخيوط، والتنجيد، والمشغولات الذهبية والنحاسية، وحدوة الحصان وغيرها.
ولعل أحد المعوقات التى تواجه مثل هذه الحرف والصناعات هو هجر الصناع لها، لضعف مردودها المادي. والاتجاه للعمل في مجالات قيادة السيارات والتجارة وغير ذلك. وهو الأمر الذي يهدد بانتهاء هذه الحرف.