خبيرة في التراث تكشف عن أشهر أكلات المصريين قبل 200 عام
في كتاب وصف مصر، الذي كتبه علماء الحملة الفرنسية، كان أكثر ما لفت نظرهم أن الفلاحين (90% من المصريين) كانوا شديدي القناعة في الأكل بشكل كبير، ووصفوا غذاؤهم بإنه بالغ السوء والفقر، لدرجة إن العلماء أبدوا في أكثر من موضع استغرابهم من قلة هذا الطعام، وسوء التغذية العام الذي يضرب مصر.
اللحم الضأن
ومن جهتها، قالت نهلة إمام، خبيرة التراث الثقافي المصري، إن الأكلة الأكثر محبة بين المصريين والوجبة الذي يحلم بها الجميع هي اللحم الضأن، لكن بطبيعة الحال فالفقراء لم يكونوا قادرين على تناولها إلا في المناسبات فقط، متابعة: “المصريين ما كانوش بيحبوا لحوم الأبقار والجاموس وبيعتبروها لحوم الفقراء، وكانوا بياكلوا السمك وكانوا بيقلوه في “الزيت” وما كانش بيتم “شوي” السمك فى الفترة دي، أو الطريقة التانية إنهم بيستنوا بعد الفيضان علشان يجمعوه ويملحوه خاصة في الريف”.
وأضافت نهلة: “من الحاجات اللى المصريين ما كانوش بيحبوها أبداً عكس الوضع الحالي، هو “البطاطس” اللى بيقول “كلوت بك” إن للأسف إن المصريين بيسيئوا الظن فيها وبيتجاهلوها، والمطبخ المصري لم يكن متنوع.. فهو بيضم شكلين اتنين بس من الأكل”، وهما:
البقوليات: يتم غليها في قدور، مثل “اللوبيا” و “الفاصوليا” و “الفول” و “الترمس”، حيث كانوا يستخدمون نار “الدماس”، وهي المخلفات التي يتم حرقها في تسخن مياه الحمامات العمومية، في تسوية البقوليات دي، ومن هنا جاء اسم “الفول المدمس”.
النوع التاني من الوجبات هو الخضار النيء، مثل البنجر، والخيار، والبصل المنقوع في الخل.
أشهر الأكلات عند المصريين
وفي كتاب وصف مصر للحملة الفرنسية، يقال إن أشهر الوجبات في مصر هي خليط من “الخس، والخيار، مع البطيخ أو الشمام”، وغالباً ما تكون في الصيف نتيجة حرارة الطقس، لكن في كتاب وصف مصر الفرنسيين أرجعوا هذا إلى ما قالوا عنه إنه الكسل الفطري للمصريين الذين لا يحبون الطبخ.
ومن الوجبات المحببة للمصريين أيضاً، البيض، واللبن، والجبن القديم والسمك المملح في الريف، وبالرغم من أن العيش كان أساسي فى طعام أغنياء المدن، لكنه كان مهجور بالكامل وغير مستحب في الريف، نظراً لأن الفلاحين يفضلون بيع القمح لأغنياء المدن حتى يمكنهم الاستفادة بثمنه، ويأكلون الخضروات النيئة، أو الدرنيات والجذور مثل القلقاس بدلاً عنه، وكان المصريين يضعون الكتير من الليمون على كل طعامهم تقريباً.
وأشارت الخبيرة في التراث، إلى أنه من الوجبات التي كان بيقبل عليها “أغنياء مصر” أيضا هو الرز المفلفل الذي يعتبره كلوت بك “طعام وطني”، وقال عنه: “المصريين بدأوا يعملوا “محشي ورق العنب” بخليط من الرز واللحمة المفرومة، ودي غالبا هتكون وجبة نقلوها من الحملة المصرية على “الشام” 1832-1840 ، زي ما الشوام عرفوا “الفول” من الجنود المصريين فى نفس الحملة”، أما في صعيد مصر فواحدة من الوجبات الأساسية كان البلح المجفف.
وأوصحت نهلة: “أما الحلو فهو غالبا “الكنافة”، أو البطيخ اللى المصريين بيعشقوه بشكل كبير، وكانوا بيبردوه عن طريق تركه في الهواء الطلق حتى يجف السائل اللي فيه، لكن لازم ينتبهوا أثناء التبريد في الهواء الطلق، علشان كان عندهم اعتقاد إن ريحة البطيخ بتجذب التعابين”.