باحثة في التاريخ تروي قصة ظهور الحكم والأمثال في مصر القديمة
أسماء صبحي
لقد ظهرت ثقافة الحكم والأمثال بداية من الدولة القديمة في هيئة “تعاليم”. وهي لا تعدو أن تكون نصائح وإرشادات في مختلف المجالات، قد يقدمها والد لإبنه أو استاذ لتلميذه. وفي الدولة الحديثة تواكبت تلك التعاليم مع النصائح في المجال المهني وضرورة توخي دواعي الأمانة والشرف.
أقدم الحكم
ومن جهتها، قالت شروق السيد، الباحثة في التاريخ المصري القديم. إن حكم “أمنمؤوبي” هي الأكثر عراقة وقدماً، وقد كتبت خلال العصر الليبي. ولكن نسختها الأصلية ترجع إلي عصر الرعامسة، وهي تعاليم كتبها كاتب لابنه. ومع ذلك يحق لها أن تسمي بالحكم، وذلك وفقاً للعنوان الذي عنونها به ناشر برديتها عالم المصريات لانجي (Das Weisheitsbuch des Amenemope, 1925).
وتابعت شروق: “نجد هذا الحكيم عندما يذكر أن الإنسان قد خلق من الطين والقش، وأن الإله هو مبدعه وخالقه. فهذا يجعلنا نتفكر في عملية الخلق الأولى التي قام بها “خنوم”. وتحث هذه التعاليم الإنسان البسيط الطيب بالاعتماد على ربه، وألا يرد السيئة بالسيئة مثلها”.
وأضافت الباحثة في التاريخ المصري القديم، أنه قال أيضاً: ” إن ملء صاغ واحد يهبه الرب لك. لأفضل بكثير من خمسة آلاف ملء صاغ تأخذها عنوة أو سلباً. ولا تجر وتلهث للحصول علي الثراء والثروة. فإن القدر هو الذي يحدد توقيت وموعد ثرائك ووفرة عيشك”.
أمثال بتزوريس
واختتمت حديثها قائلةً: “أما عن حكم “بتزوريس”. فهي مجموعة من الأمثال نقشت فوق جدران مقبرة هذا الكاهن التابع للمعبود “تحوت” في هرموبوليس. وكان يشغل أيضاً وظيفة “نبي الأوجدواد”. وقد قام العالم الفرنسي “لوفيفر” بنشر هذه الكتابات الحكيمة”.