“عبد الرحمن بن عوف: السخاء والتواضع في زمن الصحابة
عبد الرحمن بن عوف، المعروف أيضًا باسم أبو محمد، كان شخصية بارزة في الإسلام المبكر. ولد في عام 32 هـ وينتمي إلى نسب قرشي زهري مرموق. كان من بين الأوائل الذين اعتنقوا الإسلام، حيث أسلم قبل أن يستخدم الرسول صلى لله عليه وسلم دار الأرقم كمركز للقاءات.
من هو عبد الرحمن بن عوف
في العصر الجاهلي، كان يُعرف باسم عبد عمرو وعبد الكعبة، لكن الرسول غير اسمه إلى عبد الرحمن. والدته كانت الشفاء بنت عوف، وفقًا لمصادر متعددة، بينما ذكرت مصادر أخرى أنها كانت صفية بنت عبد مناف.
عبد الرحمن بن عوف كان رجلاً ذو مظهر مميز، بعيون بيضاء ورموش طويلة، وكان طويل القامة مع أسنان بارزة. تعرض لإصابات عديدة خلال معركة أحد، مما أدى إلى إعاقته وترك علامات دائمة على جسده.
كان معروفًا بسخائه الشديد، حيث كان يُقرض الناس، يسدد ديونهم، ويقدم لهم العطايا. كان يخشى من الثراء الزائد وكان يتأثر بشدة عند التفكير في تضحيات الآخرين، مثل مصعب بن عمير وحمزة، اللذين استشهدا في سبيل الإسلام.
عبد الرحمن بن عوف كان متواضعًا بشكل لافت، حتى أنه كان من الصعب التمييز بينه وبين خدمه. كان أحد الستة الذين تم اختيارهم للخلافة بعد وفاة عمر بن الخطاب، لكنه تنازل عن حقه في الخلافة، مفضلاً أن يكون الحكم بين الخمسة الآخرين.
اختار عبد الرحمن بن عوف عثمان بن عفان ليكون الخليفة التالي، وهو قرار تم قبوله من قبل الآخرين. كان معروفًا بكرمه الشديد، حيث تبرع بنصف ثروته في حياة النبي محمد، واستمر في دعم القضايا الإسلامية بسخاء بعد ذلك.