لدغة الموت .. الحيًّة والعقرب وذبانة الإبل
سيناء – محمود الشوربجي
يتواجد في سيناء زواحف خطرة جدًا، تتواجد في المناطق المهجورة وقلب الصحراء، هوام وحيات. وقد ذكرها الرحالة كثيرًا، وتعرض البعض للموت بسببها، لكننا سنذكر أخطرها. الحية ويطلق عليها أهل سيناء الطريشة لأنهم يظنون أنها لا تسمع. والعقرب ويطلق عليه أبو شنب. وذبانة الإبل، كل ماسبق إذا ما لدغ صاحبه قتلته.
الحيَّة:
ومنها نوع سامٌّ أسود اللون، وآخر من النشاب لونه كلون التراب إلَّا طرف ذنبه فإنه أسود حالك. وله في رأسه قرنان لحميَّان قيل هو أشد الحيَّات سمًّا. وقد رأيت بدويًّا قتل حية من هذا النوع في وادي المُكتَّب، وقال: «قتلنا السم وزال الهم.»
والعقرب، وأبو شبت:
وهو يشبه الرتيلاء، ولكنه سامٌّ كالعقرب، ولدغته أسلم عاقبة من لدغة العقرب، وهم يعالجون لدغة العقرب وأبو شبت بالكي بالنار، أو بمص السام بالفم، وقبل مصه يأخذ المداوي قطعة من الملح يجفف بها فمه حتى لا يبلع السم.
ومن زحافاتها: «الفيران، والجراذين، واليرابيع» وأشرُّها الجراذين، فإنها آفة من آفات الجزيرة وتكثر فيها جدًّا، ولا سيما في الأراضي الزراعية المرملة كبلاد العريش الشمالية، فإنك ترى الجراذين قد خرَّقتها حتى صيرتها كالمنخل، فلا تكاد تخطو خطوة حتى تقع في جُحر من أجحارها، ويستخدم البدو لقتلها سمًّا يدعى «عيش الغراب»، ولها عدو من جنسها يُدعى «الورَن» فيفتك بها، ولكنها لا تنقطع إلَّا بحرث الأرض وزرعها كل سنة.
كما ينتاب هذه البلاد أحيانًا «الجراد»، فلا يبقي ولا يذر، ويكثر فيها صيفًا الذباب والبق، ولكن البراغيث نادرة فيها، وآفة البدو القمل؛ لعدم اعتنائهم بالنظافة.
ذبَّانة الإبل:
ويظهر في بر الزُّقبة من بلاد العريش «ذبانة» سامَّة طويلة الأجنحة، إذا لسعت الجمل أهزلته أو قتلته، تظهر في المنطقة الواقعة جنوبي بحيرة البردويل من بئر النصف إلى خشوم الأدراب، وتظهر مرتين في السنة، المرة الأولى في أوائل مايو وتدوم أربعين يومًا، ثم تنقطع، فتظهر المرة الثانية في أوائل أغسطس وتدوم ثلاثين يومًا، قيل والسبب في ظهورها المستنقعات التي تتخلَّف عن بحيرة البردويل، وأهل البلاد يحتاطون لها، فيهرِّبون إبلهم في ذينك الفصلين خارج منطقتها.
لدغة الموت الحيًّة والعقرب