وطنيات

بطولات القوات البحرية المنسية قبل حرب أكتوبر 73

عملية خنق إسرائيل في باب المندب

دعاء رحيل

ما زالت بطولات حرب أكتوبر تتوارد إلى الأذهان والتي تحفل بالعديد من العمليات الحربية خلف خطوط العدو، وتظل البطولات المجهولة هي ما يستحق أن نلقي الضوء عليه، لأشخاص صنعوا مجداً وحفروا طريق النصر.

البطل اللواء مصطفى منصور- قائد موقعة حصار باب المندب والتي توصف بأنها أكبر العمليات التي ساعدت على شل حركة الملاحة البحرية إلى إسرائيل خلال الحرب، حتى أن هنري كيسنجر في أحد خطاباته للرئيس الراحل أنور السادات عام 1978 قال إن تلك العملية من أكبر أسباب انتصار الجيش المصري في الحرب لأنها كانت وسيلة ضغط على إسرائيل.

اللواء منصور كان له دور رائد في واحدة من أكبر العمليات بتاريخ القوات المسلحة، وهي عملية “باب المندب”، والتي كانت ضمن مجموعة الخطط التى كان يعدها الجيش منذ عام 1967، ولكنها لم تنفذ إلا بعد تحديد ساعة الصفر فى 6 أكتوبر 1973 عندما تم التحرك في شهر أغسطس 73 نحو ميناء عدن وكان اللواء منصور حينها قائدا لمجموعة مدمرات بحرية.

وتروى قصة العملية بأنها أكبر العمليات التى ساعدت على شل حركة الملاحة البحرية إلى إسرائيل خلال الحرب، حيث كانت تل أبيب تستورد من طهران نحو 18 مليون طن من النفط عبر مضيق باب المندب، تستخدم بعضها وتصدر الجزء الأكبر إلى أوروبا، وخلال فترة الحصار لم تدخل ناقلة نفط واحدة إلى خليج العقبة حتى أول نوفمبر، إلا عندما سمح الرئيس أنور السادات بذلك مقابل إيصال الإمدادات إلى الجيش الثالث المحاصر في شرق القناة، تم ذلك عقب قيام وزير الخارجية الأمريكي الأسبق هنرى كيسنجر بنقل رسالة للرئيس أنور السادات مفادها ضرورة فك حصار باب المندب، مقابل توصيل الإمدادات للجيش الثالث.

وقبل العبور بأسبوع تلقى اللواء مصطفى منصور تعليمات بساعة الصفر فعقد اجتماعاً مع قادة المدمرات وحدد للجميع مهامهم ولم يتم إخبار الجنود بتفاصيل العملية إلا بعد التحرك لميناء عدن للحفاظ على السرية، وبالفعل نجحت العملية وتمت ترقية اللواء فور عودته في شهر يونيو عام 1974.
وكانت أهم خدعة في تلك العملية هي أن القوات المصرية أشاعت حينها أن ميناء عدن مجرد محطة يقف فيها الجنود حتى الوصول لموانئ باكستان لعمل عَمرة للسفن وهذا أمر معتاد كان يتم كل 6 أشهر، ويوم العملية رفع اللواء منصور درجة الاستعداد القصوى، وتحركت المجموعة من ميناء عدن في الساعة التاسعة صباحا حتى الوصول إلى باب المندب في الثانية ظهراً وبدأ حصار باب المندب ومنع أي سفن تحمل سلعا أو “بترول” من العبور إلى إسرائيل، وبريطانيا كانت أول من علم بالأمر وعلى الفور أعلنت أن الميناء منطقة حرب وأرسلت سفنها لاستطلاع ما يحدث.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى