حوارات و تقارير

مصر في قلب قمة بريكس: تعزيز التعاون العالمي ومواجهة التحديات الاقتصادية

في اليوم الثاني من قمة بريكس المنعقدة بمدينة قازان الروسية، يشارك الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم الأربعاء في جلستي عمل ضمن فعاليات القمة التي تستمر حتى يوم غد الخميس. تعد هذه القمة منصة رئيسية لتبادل وجهات النظر حول قضايا التغير المناخي والتعاون الاقتصادي والتنموي بين دول التجمع، حيث يبرز السيسي موقف مصر الراسخ من التطورات في الشرق الأوسط ودورها الفاعل في التهدئة ومنع نشوب نزاعات إقليمية تهدد استقرار المنطقة والعالم.

وتعتبر مشاركة الرئيس السيسي في قمة “بريكس بلس” خطوة استراتيجية تؤكد أهمية تعزيز التعاون “جنوب-جنوب”، حيث تجمع هذه القمة دول بريكس بالإضافة إلى دول ومنظمات دولية مؤثرة، ما يعكس متانة العلاقات بين مصر والدول الأعضاء. انضمام مصر إلى بريكس يعتبر إنجازاً مهماً يعزز من موقعها الاقتصادي ويشكل نقلة نوعية في مواجهة التحديات الاقتصادية التي تمر بها.

نوه الخبير الاقتصادي الدكتور محي عبد السلام أن انضمام مصر إلى بريكس يعد خطوة حيوية، خاصة في ظل التحديات التي تواجه الاقتصاد المصري، بما في ذلك الفجوة الكبيرة بين الصادرات والواردات والضغط على العملة المحلية. وذكر أن بريكس تضم دولاً ذات اقتصادات عملاقة مثل البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا، إلى جانب الدول الجديدة مثل مصر، السعودية، الإمارات، وإيران، مشيراً إلى أن هذا التحالف الاقتصادي يشكل نحو 21.1% من حجم التجارة العالمية، بقيمة تصل إلى 10.4 تريليون دولار، ما يجعله ثاني أكبر تحالف تجاري عالمي بعد الاتحاد الأوروبي.

من بين الفوائد التي ستحصدها مصر من انضمامها لهذا التجمع الاقتصادي الكبير، تقليل الاعتماد على الدولار من خلال تسهيل التجارة مع دول بريكس باستخدام العملات المحلية، مما يساهم في تخفيف الضغط على احتياطي الدولار. كما يسهم التعاون مع بريكس في تقليص الفجوة التجارية التي تعاني منها مصر، وإيجاد فرص استثمارية جديدة في مجالات البنية التحتية والطاقة والزراعة، فضلاً عن تنويع الشركاء التجاريين بما يعزز النمو الاقتصادي.

الخبير الاقتصادي أشار أيضاً إلى أن انضمام مصر لهذا التحالف سيفتح أمامها فرصاً جديدة لتجاوز التحديات الاقتصادية من خلال تعزيز التعاون مع اقتصادات ناشئة وقوية، ما يعزز من استقرار العملة المحلية ويفتح آفاقاً جديدة للتنمية.

القمة تشهد مشاركة واسعة من القادة العالميين، بينهم الرئيس الصيني شي جين بينج ورئيس وزراء الهند ناريندرا مودي ورئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا. كما يشارك عدد من الرؤساء والزعماء من دول أخرى، مما يجعل هذه القمة علامة فارقة في مسار التجمع الاقتصادي العالمي.

الحدث يأتي في وقت حساس يشهد تصاعد التحديات الاقتصادية والسياسية الدولية، خاصة في ظل العدوان الإسرائيلي المتواصل على الأراضي الفلسطينية واللبنانية. ومن المتوقع أن تبحث القمة جدول أعمال حافل يركز على دفع التعاون الاقتصادي والمالي بين الدول الأعضاء وتعزيز الاستثمار والتجارة بين هذه الدول.

ختاماً، يعكس انضمام مصر إلى بريكس رؤية القيادة المصرية لتعزيز موقع البلاد في الساحة الاقتصادية العالمية، والاستفادة من التحالفات الدولية القوية لمواجهة التحديات الاقتصادية ودفع عجلة التنمية المستدامة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى