حوارات و تقارير

«هلت بشاير الخير».. «دميرة التمور» موسم الأفراح لأبناء الوادي الجديد

أميرة جادو

تتربع مصر على عرش إنتاج التمور، برصيد 1.7 مليون طن من 15 مليون نخلة منتشرة في العديد من محافظات الجمهورية، فيما تأتي محافظة الوادي الجديد في الصدارة بين محافظات الأخرى في الإنتاج، بـ13 نوعًا، تُجمع من قرابة 3 ملايين نخلة مثمرة، وتشهد المحافظة، خلال الفترة الحالية استمرار موسم جني البلح والمعروف بموسم «الدميرة»، وهو المسمى الواحاتي القديم الذي كان وما زال يطلق على موسم جني التمر السيوي نصف الجاف المعروف بمسمى البلح الصعيدي، وهو أحد أنواع البلح الذي تشتهر به المحافظة منذ القدم.

وتمكنت المحافظة من التوسع في المساحات المزروعة بالنخيل وسط الاهتمام بالنخيل بشكل عام، حتى أصبح بالمحافظة 3 ملايين نخلة مثمرة وبلغ حجم الإنتاج السنوي من البلح الصعيدي 70 ألف طن، بالإضافة إلى التوسع في غرس النخيل وإنتاج أصناف من البلح البارحي والمجدول وأنواع أخرى بكميات قليلة تصل إلى 13 نوعا من التمور.

سبب تسمية موسم جني التمور بالدميرة

وفي هذا الإطار، أشار محمود عبدربه، باحث في التراث الواحاتي القديم بالوادي الجديد، إلى أن موسم جني التمور، منذ القدم معروف بمسمى «الدميرة»، ويرجع سبب تسمية الموسم بهذا الاسم إلى موسم فيضان النيل السنوي في الصعيد والذي يبدأ من النصف الثاني من أغسطس وهو نفس موعد بدء نضج البلح في واحات الوادي الجديد، وكان موسم الفيضان يسمى ببحر الدميرة لأن المياه تدمر كل شيء أمامها، فكان تجار الصعيد يتجهون للواحات لشراء البلح وتبادل السلع لحين عودة الأرض لحالتها الطبيعية بعد فيضان النيل ولذلك سمى موسم جنى البلح في الواحات بموسم الدميرة وسمى البلح السيوي نصف الجاف بمسمى البلح الصعيدي إلى وقتنا الحالي.

غناء المواويل واستقبال موسم الدميرة

وأوضح “عبدربه”، أن الأهالي في الصعيد كانوا يرددون مواويل من التراث الشعبي مع بدء موسم الدميرة فظهر الموال الشهير «بحر الدميرة آتانا في الصيف روى بلادنا في بؤونة»، وفي تلك الفترة كان أهالي الواحات ينتظرون موسم الخير لتحقيق العوائد الاقتصادية المجدية، حتى ارتبطت الدميرة في ثقافة أهالي الواحات ببشائر الخير فيتزوج الشباب ويتم تجهيز العرائس وبناء المنازل وسداد الديون وإخراج الزكاة وتخصيص كميات من البلح للنذور.

موسم الفيضان.. “وش الخير”

وعن موسم الفيضان، قال الباحث في التراث، أن بحر الدميرة في موسم الفيضان كان يفيض بالخير على أهالي الواحات في براثن الصحراء كما يفيض بالمياه والطمي في أراضي الصعيد”، لافتًا إلى إن محصول البلح ارتبط بعادات وتقاليد لدى سكان الواحات، منذ مئات السنين، وارتبط جنى البلح بمواسم الزواج والتعليم في الوادى الجديد، (خلال موسم جنى البلح.. في كل بيت فرح)، لافتًا إلى اعتماد الأهالى على عائد بيع المحصول في تزويج أبنائهم واستكمال الأبناء مراحل التعليم.

الفلكلور الشعبي و ارتباطه بمحصول البلح

وكشف “عبدربه”، خلال حديثه لـ “صوت القبائل”، أن الفلكلور الشعبى ارتبط كثيرًا بمحصول البلح، فقد أُطلق العديد من الأغانى الشعبية لتعبر عن الفرحة بموسم جنى البلح، منها: (يا بلح الواحة يا جميل.. على النخيل في الهوا بتميل)، كما انتشرت صناعات حرفية معتمدة على مكونات النخلة، كحرفة الجريد والسعف في تصنيع الكراسى والمناضد والشنط وغيرها، بالإضافة إلى رواج فرص عمل جديدة طوال موسم جنى البلح، منها إنشاء الشباب شوادر لجمع البلح من الأهالي، وعمل الفتيات في تصنيع البلح داخل المصانع ووحدات التصنيع المنتشرة في ربوع الوادى الجديد، ونقل السيارات والشاحنات المحصول داخل وخارج الوادي الجديد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى