عروسة المولد والحصان تراث متوارث منذ العصر الفاطمي..اعرف الحكاية
دعاء رحيل
أحدث صورة قامت بنشرها قناة “عربي CGTN” التابعة للتلفزيون الصيني، غضب رواد منصات التواصل الاجتماعي، بسبب التعليق على الصورة، حيث أظهرت الصور المنشورة عمال حي باب البحر، وهم يصنعون حلوى المولد النبوي الشريف وكان عليها تعليق مصاحب لها أحدث ثورة غضب بين المصريين.
عادات منذ العصر الفاطمي
وفي سياق متصل قال الدكتور محمد فوزي، أستاذ التاريخ الإسلامي بجامعة مطروح، إن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف وصناعة عروسة المولد والحصان في هذه المناسبة، تكون من أجل إدخال البهجة والسرور على قلب الأطفال، حيث إن تلك العادات منذ العصر الفاطمي تهدف نشر البهجة والفرحة في هذا اليوم، منوها تعتبر عروسة المولد من أشهر مظاهر الاحتفال والفرحة للبنات في المولد النبوي الشريف، فكل فتاة كانت تحلم بشكل مميز لعروسة المولد، وخاصة عروسة المولد التي كانت ترتدي فستان عروس أبيض وطرحة، وكانت عروسة المولد من العادات التي يتوارثها الأبناء والأحفاد جيلًا من بعد جيل.
وأكد أستاذ التاريخ الإسلامي إن كانت أشكال عروسة المولد مميزة تغطيتها بأجمل الثياب والفساتين البيضاء، وأصبحت العروسة الحلاوة ليس احتفالًا بالمولد النبوي فقط ولكن كانت احتفالًا بموسم الزواج أيضًا، وكانت تقدم كهدايا من العريس لعروسته، والزوج لزوجته تعبيرا عن الحب. واستمرت هذه العادة عند الكثير من الفتيات حتى اليوم على الرغم من الثقافات الجديدة التي طرأت على المجتمع المصري، إلا أنها مازالت محتفظة برونقها ويحرص العريس على إهدائها لعروسته كل عام، وتطورت العروسة من الحلوى حتى وصلت لشكلها المتداول حاليًا، عروسة بلاستيك مزينة بأجمل الثياب والفساتين الملونة التي تعبر عن جمالها .
بداية ظهور عروسة المولد
وأضاف أستاذ التاريخ الإسلامي ،بدأت عروسة المولد في العصر الفاطمي واستمرت وتطورت حتى يومنا هذا، حيث أنهما يُعدان من أجمل مظاهر الاحتفال بالمولد النبوي الشريف ولا طعم له من دونهما، فهما تراث شعبي حافظ عليه المصريون رغم هذا الكم الهائل من التطور إلا أنهما مازالا محتفظين برونقها في الاحتفال بذكر مولد النبي الشريف.
ونوه أستاذ التاريخ الإسلامي، تعتبر العروسة الحلاوة، إحدى مظاهر التراث الشعبي التي اتخذت لها في قلوب ووجدان المصريين، مكانها كرمز للمولد النبوي، حيث لا يزال الكثيرون يتمسكون بها ولا يتنازلون عنها حتى مع التحذيرات الصحية من الطرق البدائية المستخدمة في صناعتها، وقد أمر الخليفة الحاكم بأمر الله بمنع الزواج إلا في المولد النبوي لذا كان يعتبر موسم الزواج والمناسبات السعيدة، ولذلك أبدع صناع الحلوى في صناعة عرائس حلاوة المولد. وكان الفاطميون هم أول من صنعوا العروس من الحلوى في المولد، وتجمل بالأصباغ، ويداها توضعان في خصرها وتزين بالأوراق الملونة والمراوح الملتصقة بظهرها، ومنذ ذلك الحين أصبحت الحلوي من المظاهر التي ينفرد بها المولد النبوي الشريف في مصر.