عبد الوهاب خلاف ..جمع بين الأصالة والمعاصرة ومحاولة التجديد
عبد الوهاب خلاف ..جمع بين الأصالة والمعاصرة ومحاولة التجديد
يعد عبد الوهاب خلاف أبرز وأشهر علماء مصر، ومن المجددين المعاصرين على منهج الإمام الشيخ محمد عبده ومدرسته الفلسفية، ولد بمدينة كفر الزيات إحدى مدن مديرية الغربية.
تعلم عبد الوهاب خلاف في بلده في الكتاتيب مبادئ الحساب واللغة والإملاء والخط وتلاوة القرآن، على الطريقة القديمة. ثم التحق بالجامع الأزهر الشريف بالقاهرة، فدرس فيه خمس سنوات، وحضر دروس الشيخ محمد عبده في تفسير القرآن الكريم، ثم تابع دراسته في مدرسة القضاء الشرعي عام 1907م، ونال شهادة العالمية منها عام 1915م، ولتفوقه العلمي عُين مدرساً فيها لمادة أصول الفقه، ثم عُيِّن قاضياً بالمحاكم الشرعية عام 1921م. ونقل مديراً للمساجد، ثم صار مفتشاً قضائياً للمحاكم الشرعية.
وظل عبد الوهاب خلاف قائماً بالتدريس بطريق الندب في قسم التخصص للقضاء الشرعي في مادتي السياسة الشرعية والتمرينات القضائية. ثم اختير أستاذاً للشريعة الإسلامية بكلية الحقوق بجامعة فؤاد الأول (جامعة القاهرة حالياً)، وأمضى سنوات عدة في تدريس الفقه الإسلامي (المدخل الفقهي والأحوال الشخصية)، وأصول الفقه، وكتب بعض المصنفات المتميزة فيهما، مبيناً صلاحية الشريعة لمسايرة البيئات والتطورات في كل زمان ومكان.
أعمال عبد الوهاب خلاف ومناصبه
اشتغل في القضاء الشرعي، والإدارة، فكان مديراً للمساجد، ومفتشاً قضائياً في المحاكم الشرعية، وفي التدريس عمل مدرساً، ثم أستاذاً للشريعة، ورئيساً لقسم الشريعة في كلية الحقوق بجامعة القاهرة. وعني بإلقاء المحاضرات العامة والخاصة.
أفكاره واهتماماته
تميز بالجمع بين الأصالة والمعاصرة ومحاولة التجديد في بعض الفتاوى، والدفاع عن الإسلام، والحرص على بيان خصائص الشريعة، وصلاحياتها للتطبيق في كل عصر، وتبسيط الأحكام الشرعية، فكان أسلوبه جذاباً، وعباراته واضحة منتقاة ومنسجمة مع مقتضيات المعاصرة أو الحداثة، مع عمق في الفهم والإدراك، والقدرة على الإقناع، والتحقيق المبتكر، والمقارنة بين الشريعة والقانون.
أهم مؤلفاته ونتاجه الفكري
كما ان له مؤلفات متميزة وكتب مفيدة جداً، منها: «علم أصول الفقه وخلاصة تاريخ التشريع الإسلامي» و«الاجتهاد بالنصوص» و«الاجتهاد بالرأي»، و«السياسة الشرعية ونظام الدولة الإسلامية في الشؤون الدستورية والخارجية والمالية».
وله بحوث مهمة في مرونة مصادر التشريع، وتفسير النصوص القانونية وتأويلها، والقواعد الأصولية اللغوية، مع المقارنة بالقوانين الوضعية.
ومن أبرز أفكاره في كتبه وبحوثه: الدعوة إلى الاجتهاد الجماعي، وتكييف الخلافة الإسلامية بأنها كأي نظام للرئاسة العليا المقيدة بالحكم الدستوري، وإثبات كون الأصل في علاقة المسلمين بغيرهم السلم لا الحرب، وتقرير الأحكام السلمية، كالاعتراف بوجود الدول الأخرى، وتمتع كل دولة بحريتها التامة في سياستها الداخلية، واحترام حدودها، وكفالة الإسلام للسياسة العادلة.