حوارات و تقارير

أبو سفيان بن حرب سيد قريش في الجاهلية.. أخته زوجة أبي لهب وابنته زوجة الرسول

أميرة جادو

تعتبر كلمة “الصحابة” من الكلمات الإسلامية التي لم تكن موجودة قبل بعثة النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم-، والصحابة جمع لكلمة صحابي، والصحابي هو لقب يطلق على كلِّ من رافق أو صاحب رسول الله وهو مؤمن به، ومات وهو على دين الإسلام، فكل من لقي رسول الله وآمن به ومات وهو مؤمن به فهو صحابي جليل، سواء غزا أم لم يغز، أو روى عن رسول الله أم لم يروِ، ومن رآه أو لم يره بسب العمى أو ما شابه ذلك، وهذا المقال سيتناول الحديث عن الصحابي الجليل أبي سفيان بن حرب والحديث عن قصص جهاده في سبيل الله أيضًا.

 من هو أبو سفيان بن حرب

هو صخر بن حرب الأموي القرشي الكناني، ولد سنة 560م، أي ما يقارب سنة 63 قبل الهجرة النبوية في مكة المكرمة، وهو صحابي جليل، وأحد أسياد قريش وكنانة قبل الإسلام.

وهو أبو سفيان صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب، يرجع نسبه إلى معد بن عدنان، وكان يُكنَّى بأبي سفيان ويكنَى بأبي حنظلة، وأمه صفية بنت حزن بن بجير بن الهزم، وقد عاش أبو سفيان بن حرب سيدًا في قومه، فكان في فترة شبابه سيد بني عبد شمس، وبعد موقفه ضد المسلمين في غزوة بدر، أصبح سيد قريش خاصَّة بعد مقتل عتبة بن ربيعة العبشمي ومقتل أبي جهل عمرو بن هشام المخزومي.

وعقب انتصار المشركين على المسلمين في غزوة أحد أصبح أبو سفيان بن حرب سيَّد قبائل قريش وكنانة، وبقي في هذه المكانة حتَّى فتح مكة، وهو ابن حرب بن أمية، أبوه حرب قائد جيوش كنانة في حرب الفجار التي خاضتها قبائل كنانة ضد قبائل قيس عيلان.

وقيل إنَّ والده حرب بن أمية أول من كتب باللغة العربية، وأخته زوجة أبي لهب، واسمها أروى بنت حرب وقد جاء ذكرها في القرآن الكريم في سورة المسد، أمَّا ابنته فهي زوجة رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- وأم المؤمنين رملة بنت أبي سفيان بن حرب، وابنه كاتب الوحي معاوية بن سفيان أول خلفاء الأمويين.

تزوج أبو سفيان بن حرب سبع مرات وأنجب أولاد كثر، وتوفِّي في المدينة المنورة، واختلف المؤرخون في السنة التي مات فيها، ولكنَهم اتفقوا على أنَّه مات بين عامين 30 و34 للهجرة، وصلَّى عليه عثمان بن عفان ودفن في البقيع وكان قد جاوز التسعين عامًا، والله أعلم.

جهاد أبي سفيان بن حرب

بعد أن أسلم في فتح مكة المكرمة، شارك مع النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- في غزوات عدَّة، من بينها غزوة حنين، وكان عمره ما يقارب السبعين عامًا، وكان يقاتل بكلِّ بسالة إلى جوار رسول الله -عليه الصَّلاة والسَّلام- ويحسب له موقف عظيم من غزوة حنين، ففي هذه الغزوة كان المشركون قد نصبوا كمينًا للمسلمين، وبدؤوا برشقهم بالسهام، ففر قسم كبير من المسلمين.

ولكنَّ أبا سفيان كان من الرجال الثابتين في المعركة الذي وقفوا إلى جانب رسول الله في ذلك الموقف، وقد شهد أبو سفيان أيضًا حصار الطائف وأصيبت عنه بسهم سعيد بن عبيد الثقفي، فقد جاء في حديث إسماعيل بن سعيد بن عبيد ما يأتي: “أنَّ أبا سفيانَ رمَاه سعيد بن عبيدٍ جدِّي يومَ الطَّائفِ بسهمٍ فأصاب عينَه، فأتِي به رسولَ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- فقال: يا رسولَ اللهِ هذه عيني قد أصيبت في سبيلِ اللهِ، فقال له رسول اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم-: إن شئتَ دعوتُ اللهَ فردَّ عليك عينَك، وإن شئتَ فعينٌ في الجنَّةِ، قال: عيني في الجنَّةِ:وقد شهد أبو سفيان أيضًا معركة اليرموك ضد الروم، وكان عمره 76 عامًا وهو واقف يقاتل في سبيل الله، وتقول الروايات إنَّه فقد عينه الثانية في اليرموك، والله أعلم.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى