“أبو هريرة”.. أول من أسلم من قبيلة دوس
أسماء صبحي
نسب أبو هريرة إلى دوس بن عدنان من قبيلة الأزد، وهي إحدى أعظم القبائل العربية. والتي تنسب إلى الأزد بن الغوث بن نبت بن كهلان من العرب القحطانية. وعاش في قبيلة دوس اليمنية، وقيل أنه هاجر إلى المدينة أيام فتح خيبر وعمره 28 سنة. حيث قدم هو وجماعة من قومه إلى المدينة المنورة، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم حينها قد خرج إلى خيبر. عندها لحق أبو هريرة بالنبي صلى الله عليه وسلم وهو في خيبر وشهدها معه. وكان ذلك في الأول من السنة السابعة للهجرة كما قال ابن عبد البر: “أسلم أبو هريرة عام خيبر. وشهدها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
إسلامه
عرف بأنه الصحابي الجليل عبد الرحمن بن صخر الدوسيّ اليماني. وهو أول من أسلم من قبيلة دوس، وكان قدومه إلى المدينة في السنة السادسة للهجرة. كما لم يعرف الكثير عنه قبل إسلامه؛ ولكنّه أخبر عن نفسه أنّه ولد في اليمن، وعاش فيها. ورعى الأغنام، وخدم قبيلته حتى ترعر فيها، بالإضافة إلى أنه نشأ نشأةً عربيةً أصيلة. وقيل إنّه عاش يتيماً؛ إذ توفي والده وهو صغير، كما كان فقيراً في قبيلته دوس. إذ لاقى ما لاقاه من قسوة ومعاناة حتى منّ الله عليه بقدوم الإسلام الذي أراحه، ورفع منزلته. وأسلم على يد الطفيل بن عمرو الدوسي، وقد كان إسلامه قبل الهجرة النبوية.
من هو أبو هريرة
أبو هريرة هو الإمام الفقيه، والحافظ، والمجتهد، والمقرئ لصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقد اختلف في اسمه، فمن المسميات التي نسبت له عبد الرحمن بن صخر. وعبد عمرو بن عبد غنم، وعبد شمس، وكني بأبي هريرة. حيث قال ابن اسحاق: حدثني بعض أصحابنا عن أبي هريرة أنّه قال: “كان اسمي في الجاهلية عبد شمس فسميت في الإسلام عبد الرحمن. وإنما كنيت بأبي هريرة، لأني وجدت هرة فجعلتها في كمي. فقيل لي: ما هذه؟ قلت: هرة. قيل: فأنت أبو هريرة”.
كما قيل في رواية أخرى عنه أنه قال: “كنت أرعى غنماً لأهلي، فكانت لي هُريرة ألعب بها، فكنَّوني بها”.
أهم ملامح شخصية أبي هريرة
اتسمت شخصيته رضي الله عنه بالملامح الآتية:
- كان من أكثر الصحابة روايةً واستيعاباً للحديث النبوي الشريف. حيث قال: “ما كان أحد أحفظ لحديث رسول الله مني إلّا عبد الله بن عمرو؛ فإنه كان يعي بقلبه وأعي بقلبي. وكان يكتب وأنا لا أكتب، وقد استأذن رسول الله في ذلك، فأذن له”.
- كان أبو هريرة من المتعبدين لله عزّ وجل، فعن أبي عثمان النهدي أنّه قال: “زرت أبا هريرة سبعاً. وكان هو وامرأته وخادمه يتعقبون الليل أثلاثاً، يصلي هذا ثمّ يوقظ هذا، ويصلي هذا ثم يوقظ هذا”. كما قال عكرمة إنّ أبا هريرة كان يسبح في اليوم الواحد 12 ألف تسبيحة. حيث كان يقول إنّه يسبح بمقدار ذنبه.
- كما عرف أبو هريرة بتواضعه.
- تميّز أبو هريرة بورعه وخوفه من الله عز وجل.
- شهد أبو هريرة غزوة مؤتة مع المسلمين.
- كان رضي الله عنه حريصاً على العلم، ومثابراً في طلبه. حتى حصّل الكثير من العلم الذي استمده من ملازمة الرسول صلى الله عليه وسلم.