أمينة هانم إلهامي.. “أم المحسنين” وسيدة التعليم الأولى في مصر
هي صاحبة العصمة الأميرة أمينة هانم إلهامي ولدت في عام 1858، وتوفيت في عام 1931. هي زوجة الخديوي توفيق ووالدة الخديوي عباس حلمي الثاني. وابنة إبراهيم إلهامي باشا من زوجته الأميرة منيرة سلطان، ابنة السلطان عبد المجيد الأول.
زواج أمينة هانم إلهامي
تزوجها الخديو توفيق قبل وصوله إلى العرش بنحو ست سنوات. في عام 1874 أنجبت له الخديو عباس حلمى الثانى. ومن بعده الأمير محمد على والأميرة خديجة والأميرة نعمت هانم. وقد أوقفت أمينة هانم حياتها واهتمامها وتبرعاتها على العمل العام وكفالة المساكين والمرضى فى الجمعيات الخيرية. فلقبت بـ(أم المحسنين)، وحينما توفيت فى يونيو 1931 نعاها المصريون بحزن عميق. لما كان لها من سخاء وجود وبر وإحسان على الفقراء والمعوزين. وكان الناس لا يعرفون لها اسماً سوى (أم المحسنين).
تعتبر أمينة هانم إلهامي طراز خاص استطاعت بالتربية أن تحيي جزءًا من تراث هذه الأمة. وهي صاحبة القبة الضخمة الموجودة في صحراء المماليك والمعروفة بـ “قبة أفندينا”. فقد قامت ببنائها واختارت طرازها الفني بعناية على النسق الإسلامي المملوكي. والقبة فيها أضرحة زوجها وأولادها، وكان لهذه الأم دور عظيم في حياة أبنائها.
أمينة هانم إلهامي سيدة التعليم
حرصت أمينة هانم إلهامي، على تعليم أولادها الفنون الإسلامية والموسيقى. وعندما سافر ولديها عباس، ومحمد، للدراسة بالخارج في سويسرا ثم النمسا. كانت بينها وبينهما رسائل متبادلة، ومن فحوى هذه الرسائل يظهر لنا أنها كانت ترسل لهما أن يحافظا على الصلوات في أوقاتها. ثم أوصتهما بتعلم الفنون والموسيقى وآثار البلاد.
كانت الأميرة أمينة هانم إلهامي سيدة التعليم الأولى في مصر. حيث أنشأت “المدارس الإلهامية الصناعية الزخرفية” خصيصًا لإعادة إحياء الفن الإسلامي مرة أخرى. وكانت تدعم كل من لديه موهبة في هذا النوع من الفن، وتنمي المواهب بين أبناء الشعب المصري، الذين خرج منهم الكثير من الفنانين.
كانت نشأة الشابين في هذه الأجواء، لذا نجد أن هذه التنشئة والتربية انعكست على انجازاتهما في الحياة. فالخديوي عباس حلمي الثاني هو أبو المتاحف المصرية، ففي عهده تم إنشاء أغلب وأهم متاحف البلاد. كما أنه ساهم في ترميم وصيانة وحفظ الكثير من الآثار الإسلامية. وأنشأ لأجل ذلك لجنة عرفت بلجنة حفظ الآثار العربية، والتي يرجع لها الفضل في حفظ ما وصل إلينا من المباني التراثية الإسلامية والقبطية.
وفي عهد في عهد عباس حلمي الثاني بُني أول مبنى مخصص كمتحف، وهو المتحف المصري في التحرير. حيث كانت المتاحف من قبل مجرد مباني قديمة تاريخية ويتم تحويلها إلى متاحف. وكذلك في عهده بني متحف مخصص لآثار مصر في العصر الإسلامي، وهو “متحف الفن الإسلامي”.
وفاة أمينة هانم إلهامي
وعن ابنها الثاني الأمير محمد علي توفيق، فقد لقب بلقب ندر أن حمله أحد في تاريخ مصر، وهو محيي الفنون. حيث قام ببناء قصره المنيف في منطقة المنيل، و قام ببنائه إحياءً وإجلالًا للفنون الإسلامية. ثم أوصى بإهداؤه للشعب المصري بعد وفاته، وبالفعل تحول القصر إلى متحفًا نادر الوجود. ووراء هذا الأمير العظيم أيضًا أم عظيمة هي أمينة هانم إلهامي الملقبة بأم المحسنين.
قد اهتزت مصر كلها لوفاتها، وكان ابنها الأمير محمد على “صاحب قصر المنيل”. قد أحضر جثمانها من إسطنبول فى 26 يونيو من العام ذاته، وأعلن الحداد الملكى عليها لمدة عشرين يوماً.
ونعتها مجلة (المصور) فى عددها الصادر فى 26 يونيو 1931. قائلة: (ماتت أم المحسنين وغربت عن مصر.. طالما كانت أشعتها واسطة الحياة لكثيرين من الفقراء). ماتت أم المحسنين بعد حياة طويلة ضربت فيها المثل فى الجود والسخاء والبر والإحسان.