تاريخ ومزارات

“أروخان غازي” السلطان الذي أحبه الروم البيزنطيّين فدخلوا الإسلام طوعا.. اعرف القصة

دعاء رحيل

تولى على حكم الدولة العثمانية العديد من السلاطين، وقد كان أولهم عثمان غازي ابن أرطغرل، الذي ورث عن والده حوالي 4800 كيلو متر من أراضي الدولة العثمانية، وبعد وفاة أرطغرل استلم ولده عثمان حكم الدولة العثمانية، وقد كثّف السلطان عثمان غازي جهوده في توسعة نفوذه وسيطرته على الحدود البيزنطية، وبعد أن استحكم المرض به انتقلت سلطنة الدولة العثمانية إلى ولده أروخان غازي الذي كان يبلغ من العمر 41 عامًا عند توليه الحكم، لكن أروخان لم يكن الابن الأكبر لعثمان الغازي؛ إذ كان لديه أخ أكبر منه يُدعى علاء الدين إلّا أن الحكم انتقل إليه بعد والده.

وتختلف المصادر التاريخية في تفسير سبب حصول أروخان غازي على الحكم دون أخيه؛ فمنها ما يقول أن والده السلطان عثمان غازي قد أوصى بتوليه الحكم، والقيادة، وهناك مصادر تاريخية أخرى تقول بأن الأخوين تصارعا على استلام العرش، وحدث بينهما قتال انتهى بانتصار أروخان واستيلائه على العرش.

أهمّ إنجازات أروخان غازي

كانت فترة حكم السلطان أروخان غازي زاخرة بالإنجازات، ومن أهمّ هذه الإنجازات ما يلي:

 

اتّخذ أروخان غازي مدينة بورصة عاصمةً للدولة العثمانية منذ بداية استلامه الحكم.
عيّن أروخان غازي أخيه الأكبر علاء الدين مستشارًا له، وقد قيل أنه أوّل من عيّن وزيرًا ووكيلًا عامًا له في تاريخ الدولة العثمانية.
توسعة رقعة الدولة العثمانية بشكل كبير؛ حيث وسّع مساحة حكمه أكثر بستّ مرّات من المساحة التي ورثها من والده السلطان عثمان غازي؛ فقد أصبحت مساحة إمارته 95 ألف كيلو متر.
فتح أروخان غازي وجيوشه أهمّ المدن الواقعة في اَسيا الصغرى تحت حكم البيزنطيّين، وخلال فترة الفتوحات المتتالية على تلك المدن.
دخل العديد من الروم البيزنطيّين الإسلام طوعًا نتيجةً تأثُّرهم بحكم أروخان غازي الذي يتميّز بالسّماحة، واللّين، والمرونة، ولم يمنع أحدًا من غير المسلمين من الروم البيزنطيّين من ممارسة شعائر دينه.
أنشأ أروخان غازي جيشًا أُطلق عليه اسم “جيش الانكشارية”؛ الذي يتألف من الشباب من أبناء المسلمين الذين تربوا على الجهاد وتدريبهم على الكثير من الأمور المتعلّقة به، ومن الأولاد الواقعين في الأسر نتيجة الحروب، أو أولئك الذين اشتُروا بالمال.
تمّ توزيع جنود الجيش الانكشاري على ثلاث فئات، الأولى اختيرت للعمل في القصور السلطانية، والثانية للعمل في الوظائف المدنية المهمّة والكبيرة، والثالثة للعمل كأفراد في فريق المشاة في الجيش العثماني.
أصبح جيش أروخان غازي بعد فترة قليلة من تولّيه الحكم من أكبر الجيوش في منطقة دولته الحدودية.

وفاة أروخان غازي

بعد انقضاء فترة حكم مليئة بالإنجازات، والقوة للسلطان العثماني الثاني أروخان غازي، فقد توفي في عام 1362 للميلاد، وانتقل الحكم بعد ذلك لابنه مراد؛ ليكمل مسيرة الفتوحات، والانتصارات، والذي بدوره تمكّن من فتح بلاد البلقان، والسيطرة عليها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى