تاريخ ومزاراتقبائل و عائلات

من هم الأسباط وهل فيهم أنبياء؟

أميرة جادو

ورد ذكر الأسباط في قول الله سبحانه وتعالى في سورة البقرة (قولواْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَآ أنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقوبَ وَالأسْبَاطِ وَمَا أوتِيَ موسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نفَرِّق بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهمْ وَنَحْن لَه مسْلِمونَ).

وتكرر ذكرهم في القرآن الكريم في سورة البقرة مع الأنبياء، في قوله تعالى (أَمْ تَقولونَ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقوبَ وَالْأَسْبَاطَ كَانوا هودًا أَوْ نَصَارَىٰ ۗ قلْ أَأَنتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّه ۗ وَمَنْ أَظْلَم مِمَّن كَتَمَ شَهَادَةً عِندَهُ مِنَ اللَّهِ ۗ وَمَا اللَّه بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلونَ) حيث تكرر الذكر مع الأنبياء.

أصل الأسباط ونسبهم

وقد تنوّعت أقوال العلماء في أصل الأسباط ونسبهم، ومنها:

أولاد سيدنا يعقوب

قيل بأنهم من يوسف -عليْه السلام- وإخوته، وهم اثني عشر رجلًا، وكلّ رجل منهم قد ولد أمّة، ولذلك سمّوا بالأسباط، فمن المفسّرين من فسّر أنّ الأسباط هم أبناء نبيّ الله يعقوب عليه السلام- وهم الجلالين: جلال الدين السيوطي، وجلال الدين المحلي.

أمم من بني إسرائيل

قيل الأسباط هم أبناء نبي الله يعقوب -عليه السلام- ومن صلبه، بل رجّحوا كونهم ذرّية أبناء نبي الله يعقوب -عليه السلام- الّذين يقال لهم بني إسرائيل؛ وذلك لاعتمادهم في قولهم على الآية الكريمة الآتية؛ قال -تعالى-: (وَقَطَّعْناهم اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْباطاً أمَماً).

وقالوا إنّ مصطلح الأسباط صريح يدل على أنهم أممًا وليسوا أفرادًا، وقالوا إنهم أمم من بني إسرائيل، وقد أوضح الإمام البيضاوي أنّ المقصود بالأسباط هم أحفاد نبي الله يعقوب -عليه السلام-.

سبب تسميتهم بالأسباط

السِّبط يعني فرع من فروع من الشجرة، فالابن ونسله للأب كعلاقة الفرع بالشجرة، والأسباط كالفروع الملتفّة حول جذع الشجرة، وسبب تسميتهم بذلك؛ لأنّ الأسباط تأتي بمعني الفِرق والقبائل.. وقد سمّي أحفاد نبي الله إسحاق بالأسباط، وأيضاً سمّي أحفاد نبي الله بالقبيلة؛ وذلك للتفرقة بين نسب العائد إلى نبي الله اسماعيل -عليه السلام-، والنسب العائد إلى إسحاق -عليه السلام-.

هل الأسباط أنبياء؟

اختلفت الأقوال وتعدّدت في جعل الأسباط من الأنبياء، وفيما يأتي بيان هذ الأقوال:

من قال إنّهم أنبياء، وقصد بذلك أبناء يعقوب -عليه السلام-، واستدلّوا على هذه الآية الكريمة.. قال الله -تعالى-: (وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَن يؤْمِن بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكمْ وَمَا أنزِلَ إِلَيْهِمْ خَاشِعِينَ لِلَّهِ لاَ يَشْتَرونَ بِآيَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلاً أوْلَئِكَ لَهمْ أَجْرهمْ عِندَ رَبِّهِمْ إِنَّ اللَّهَ سَرِيع الْحِسَابِ).

القول الآخر من قال أنّهم ليسوا أنبياء، ولم يجمع العلماء على نبوّة أحدٍ من الأسباط. لأنّه لم يأتِ في القرآن الكريم قول صريح يدل على أنّهم أنبياء من عند الله -تعالى-، فإنّ الإمام ابن تيمية نفى بأن يكون الأسباط من أنبياء الله -تعالى- وذلك لأنّ الأنبياء معصومون عن الكبائر، وأخوة يوسف قد أقدموا على الكبائر بإلقاء أخيهم في البئر وتآمرهم على قتله، وقيامهم باختلاق الكذب على أبيهم.

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى