تاريخ ومزارات

من هي جدة العرب؟

أميرة جادو

لقبت السيدة هاجر رضي الله عنها بجدة العرب، وهي هاجر المصرية ام اسماعيل، ونبينا الكريم  أوصى باهل مصر بقوله: “إذا فتحتم مصر فاستوصوا بأهلها خيرًا فإن لهم ذمة ورحمًا”

هاجر رضي عنها كانت من ولد هود عليه السلام ، وهود عليه السلام نبي الله وهو عربي، وأشار الضحاك إلى أنها بنت ملك مصر، وكان ساكنا بمنف، فغلبه ملك آخر فقتله، وسبى ابنته فاسترقها، ووهبها لسارة، ثم وهبتها سارة لإبراهيم، فتزوجها فولدت إسماعيل، ثم حمل إبراهيم إسماعيل وأمه هاجر إلى مكة، أي ان اصلها ليست جارية، إنما هي حرة وبنت ملك من الملوك.

تعد السيدة هاجر رضي الله عنها مثال صادق للمرأة الصابرة التي تتوكل على الله وحده، وتسلم أمرها لله، وقد اتصفت باللين والطبع الهادئ، قوة العاطفة والحنان الفائض قي تربية ولدها، كما اتسمت بالصبر وقوة التحمل في الشدائد والرضا بقضاء الله تعالى وقدره، وكانت نعم المرأة الصابرة التي آمنت بالله عز وجل ولم تيأس عند المشكلات والابتلاء الذي حل بها وبابنها إسماعيل عندما امر الله النبي إبراهيم ان يذبح ابنه، وصبرت عل كل ذلك في سبيل طاعة الله عز وجل، وكانت مثال وقدوة للمرأة المؤمنة التقية، قال تعالى ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً ﴾ [الأحزاب: 70، 71].

لماذا لقبت هاجر بجدة العرب؟

ولقبت بذلك اللقب بسبب صبرها الكبير على ما أصابها من كرب حينما انقطعت عليها جميع السبل، ولكن الله سبحانه وتعالى فرج كربتها في وقت حاجتها، قال أبو هريرة (تِلْكَ أُمُّكُمْ يَا بَنِي مَاءِ السَّمَاءِ)، لذلك يسمى العرب بـ “بنو ماء السماء”، لانهم من هاجر، وهي أم إسماعيل، والعرب من نسل إسماعيل وسموا ببنو ماء السماء لانهم سكان البوادي واغلب مياههم تأتي من المطر، وهي تسمى جدة العرب ايضًا لانها سبقت النساء بالكثير من الامور في اول من اطالت ثوبها وجرت ذيلها، وهي قدوة لبنات ونساء المسلمين، وهي اول من سعى بين الصفا والمروة، وهي اول من ثقبت أذناها فرضي الله عنها وارضاها.

وعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ شِمَاسَةَ الْمَهْرِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا ذَرٍّ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّكُمْ سَتَفْتَحُونَ أَرْضًا يُذْكَرُ فِيهَا الْقِيرَاطُ“، – أي ستفتحون مصر – “فَاسْتَوْصُوا بِأَهْلِهَا خَيْرًا، فَإِنَّ لَهُمْ ذِمَّةً وَرَحِمًا، فَإِذَا رَأَيْتُمْ رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلَانِ فِي مَوْضِعِ لَبِنَةٍ، فَاخْرُجْ مِنْهَا»، قَالَ: فَمَرَّ بِرَبِيعَةَ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ، ابْنَيْ شُرَحْبِيلَ ابْنِ حَسَنَةَ، يَتَنَازَعَانِ فِي مَوْضِعِ لَبِنَةٍ، فَخَرَجَ مِنْهَا، وكان يقصد بالرحم هاجر رضي الله عنها أم النبي إسماعيل عليه الصلاة والسلام، وهي ام او جدة العرب.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى