بينهم “الأنصار”.. قبائل عربية سكنت المدينة المنورة قديمًا
أميرة جادو
هاجر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة، وهي عاصمة المسلمين الأولى، ومركز قوتهم، ويوجد بها المسجد النبوي الشريف، وهو من المساجد المقدسة التي يشد إليها الرحال، فقد قال -صلى الله عليه وسلم-: (لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد، المسجد الحرام ومسجدي هذا والمسجد الأقصى)، وسميت قبل الإسلام يثرب، وقد ورد اسم يثرب في القرآن الكريم، فقال تعالى: (وَإِذْ قَالَت طَّائِفَةٌ مِّنْهمْ يَا أَهْلَ يَثْرِبَ لَا مقَامَ لَكمْ فَارْجِعوا)، ثم تم تغيير اسمها إلى المدينة المنورة من باب التشريف، لقدوم الرسول -صلى الله عليها وسلم- إليها، ومن أسمائها أيضًا: طيبة، وطابة، والمباركة، والمحبة والمحببة.
سكان المدينة المنورة قديمًا
سكنت المدينة المنورة العديد من القبائل العربية، ومن أبرز هذه القبائل:
قبيلة الأوس
واحدة من أكبر وأقدم القبائل التي كانت تسكن المدينة قبل الإسلام. ويرجع نسبها إلى الأوس بن حارثة العنقاء -وسمي بالعنقاء لطول عنقه- بن عمرو مزيقا بن عامر ماء السماء بن حارثة الغطريف بن امرئ القيس بن مالك بن زيد بن كهلان. وأمه قيلة بنت الأرقم بن عمرو بن جفنة، وقبيلة الأوس تعد من أوائل القبائل التي استجابت لدعوة النبي -صلى الله عليه وسلم- ودخلت في الإسلام، ونصرت النبي -عليه السلام-.
قبيلة الخزرج
وهي أيضًا من أقدم القبائل التي سكنت المدينة المنورة، ويرجع أصلها إلى الخزرج بن حارثة العنقاء، وأمه قيلة بنت الأرقم، وتتشبه قبيلتي الأوس والخزرج في النسب والأصل، فتجمع بينهما القرابة بالنسب، ودخلت قبيلة الخزرج في الإسلام، مع قبيلة الأوس، ولذلك سمى الرسول -صلى الله عليه وسلم- الأوس والخزرج “بالأنصار”، لنصرتهم للإسلام ودفاعهم عنه.
اليهود
سكنوا في المدينة بعد هجرتهم من أماكن مختلفة، وبقيت هذه القبائل في المدينة بعد الإسلام، ولهم العديد من المواقف مع النبي -صلى الله عليه وسلم-، وأسلم عدد قليل منهم، أما الأغلبية فقد بقيت على كفرها ومحاربتها للنبي -عليه السلام-، وهذه القبائل هي:
بنو النضير
ويعود أصلهم إلى هارون بن عمران، أخ موسى -عليهما السلام-، وعاشوا في أسفل المدينة، في بيئة تعرف بالخصوبة والزرع الوفير، وهذا جعلهم من أغنى القبائل، وأما موقفهم مع النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقد قاموا بنقض العهد مع المسلمين، ومحاولة قتل النبي -عليه السلام-، فحكم -صلى الله عليه وسلم- عليهم بطردهم وإجلائهم من المدينة.
بنو قريظة
يرجع أصلهم أيضًا إلى هارون -عليه السلام-. ولكن عاشوا في شرق المدينة تحديدًا في واد يسمى “بوادي مهزور”. وأما موقفهم من العهد والميثاق مع الرسول -صلى الله عليه وسلم- هو غدرهم ونقضهم للعهود في غزوة الخندق، بالتعاون مع مشركي قريش لغزو المدينة المنورة، وعندما علم -صلى الله عليه وسلم- بذلك؛ حكم عليهم بقتل مقاتليهم، جزاءً لما قاموا به.
بنو قينقاع
يعود أصلهم إلى نبي الله يوسف -عليه السلام-، وعاشوا في وسط المدينة وداخلها، وكان عدد رجالهم في العهد النبوي سبعمئة رجل، أما موقفهم مع المسلمين فقد حكم الرسول -صلى الله عليه وسلم- بإجلائهم من المدينة بعد نقضهم العهد.