تاريخ ومزارات

تطور زراعة الحبوب في مصر القديمة.. وهذه طريقة الحصاد

أسماء صبحي

كلنا يعرف قصة سيدنا يوسف وإخوته أبناء يعقوب، وبما فيها من عظمة مصر القديمة في إنتاج الغلال وتصديرها لكل العالم وقتها، وكذلك كانت هناك مقولة تقول إن مصر مخزن حبوب روما وأيضا هناك أسطورة مضحكة تقول إن سنبلة قمح وجدت في مقبرة مصرية قديمة لو زُرعت لأنبتت قمحاً، والمضحك فيها أن الكثيرون يعتقدون هذا حقاً لذلك زاد تبجيل الناس للقمح المصري القديم.

بداية زراعة الحبوب في مصر

بدأت معرفة زراعة الحبوب كما تعرفون منذ العصر الحجري الحديث، فكان المصري يزرع العديد من أنواع الحبوب من أبرزها الشعير العادي ونوعان من القمح هما: قمح الشوفان spelt، القمح الفلاحي سمين الحبوب emmet.

وقد كان المصري القديم يستهلك كميات كبيرة من الخبز والبيرة، فصارت زراعة القمح أساس اقتصادي عند المصري القديم ولا غنى عنه، وقد صورت مراحل زراعة القمح وحصاده علي جدران المقابر أكثر من أي عمل زراعي آخر .

مراحل زراعة الحبوب

لم تختلف كثيراً عن كيفية زراعتها حالياً، وهذا مايثبت أن جينات الفلاحة المصرية لازالت متوغلة في دماء فلاحين مصر العظماء من جدودهم، فقد كان الفلاح المصري يبذر الحبوب في الأرض بعد انحسار مياة النيل عنها، وبعدها يحرث أرضه ويتبع المحراث الذي كانت تجره بقرتان مخصصتان لذلك العمل الفلاح ممسكا بمعزقة من الخشب ليداري بها الحبوب تحت التراب، وبعد ذلك يأتي بقطيع من الاغنام ليطأ الارض بأقدامه وهذه الطريقة البدائية كانت تعطي محصولًا وفيراً.

وتدل وثائق الخزانة في عهد الرعامسة أن الأرض كانت تدُر نفس محصول القمح الذي تدره الأرض في العصور الحديثة، ويحصد القمح في بداية فصل الربيع ويشترك الجميع في حصاده في جماعات، فيمسك الرجال بالسنابل ويقطعون العيدان من المنتصف ويكون ذلك بمناجل مشحوذة مسبقا ومجهزة مصنوعة من الحجر الصوان ولها مقابض من الخشب، وكان الفلاح إذا تعب من العمل يقطب جبينه ويمد يده ويطلب البيرة لعمال الحصاد.

وكانت العيدان القصيرة تحصد في حِزم وتنقل على ظهور الحمير أو يحملها الرجال بين أذرعهم إلى الأجران، حيث تفصل الحبوب عن القشور بحوافر الحيوانات، وبعد ذلك تنظف جيداً عن طريق ذروها في الرياح العالية عن طريق مجرفة خاصة لذلك .

تخزين التبن

وبعد ذلك يخزن التبن بشوكة من الخشب ليستعمل بعد ذلك لصناعة اللبِن أو أعلاف المواشي، ويقوم الكتبة بوزن القمح وتقديره بمكاييل وتعبأته في زكائب تملأ وترص في الصوامع العالية المبنية بالطين والمجهزة لاستقبال القمح مسبقا وكان القمح قوة الدولة ومركز قوتها الاقتصادية .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى