حكاية شارع رمسيس.. من متنزه في عهد محمد علي إلى أكبر شوارع العاصمة

أميرة جادو
يعد من أكبر وأطول شوارع القاهرة وأكثرها ازدحاماً على المستوى الشعبي والمروري، وهو شريان رئيسي يصل بين عدد هائل من الأحياء تبـدأ بميدان التحرير وتنتهى بالعباسية بعد أن يخترق بولاق ومعروف ورمسيس والفجالة والسكاكيني، حيث يستقبل شارع رمسيس ويودع يومياً ملايين البشر الذين وفدوا للعاصمة من أقاليم مصر المختلفة، وعلى ضفتيه والمناطق المحيطة به تنتشر المؤسسات الصحفية القومية وانشط النقابات المهنية وابرز الكنائس، واثنان من أفخم واضخم المسـاجـد الحـديثـة، وأقـدم المتاحف والمعاهد الموسيقية في الشرق الاوسط.
الإهمال التاريخي
ووفقًا لما جاء في كتاب “القاهرة شوارع وحكايات” للكاتب حمدي أبوجليل، فإن شارع رمسيس الذي احتضن نهر النيل حتى القرن التاسع عشر لم يحظ بالعناية اللائقة من المؤرخين والمعماريين الذين تعرضوا لمسيرة القاهرة وشوارعها، فالمؤرخون عادة يهتمون برصد دائرة ضيقة مركزها الحكام.
وذكر الكتاب، إن “الشارع ظل طوال تاريخه يحافظ على خصام دائم ومتبادل مع مقر حكم مصر، ابتداء من الفسطاط بعد الفتح الاسلامي وقبله حيث أسوار حصن بابليون ومروراً بالقطائع والعسكر وقـصـور الدولة الفاطمية، وانتهاء بالازبكية وقـصـر عابدين والمنشآت السياسية بقصر العيني وكأنه بذلك يثبت انه شارع الشعب قلباً وقالباً، والعديد من مؤسساته شغلها الشاغل التعبير عن هموم البسطاء وتوصيل صوتهم ومطالبهم”.
الأسماء التي مرت على الشارع
كان “ميدان رمسيس” في عهد محمد علي باشا عبارة عن متنزة، حتى تم شق شارع رمسيس منه، أما عن الاسم الأول للشارع، كان “عباس” يعود سبب تسميته إلى الخديوي عـبـاس حلمي الثاني الذي حكم مصر بعد وفاة الخديوي توفيق عام ١٨٩٢، وبعد عباس ظل اسم الشارع “ألعوبة” في يد الأسرة الملكية، فقد أطلق عليه اسم الملكة نازلي ابنة عبدالرحيم باشا صبري وحفيدة شريف باشا وسليمان باشا الفـرنسـاوي التي تزوجـهـا الملك فـؤاد في ذروة أحـداث ثورة 1919، وبسبب تصرفاتها اضطر ابنها الملك فاروق إلى رفع اسمها من شارع الشعب وقـصـره على اسم (شارع الملكة) فقط، وعندما قامت ثورة يوليو أطاحت باسم الملكة من الشارع، وأطلقت عليه اسم رمسيس.