تاريخ ومزارات

قصة نبي الله شعيب مع أهل مدين.. وكيف عذبهم الله؟

أميرة جادو

بعث الله عز وجل نبيه شعيب إلى أهل مدين، وهم أحد أقوام العرب الذين يعيشون في مدينة قريبة من أطراف الشام من ناحية الحجاز، وقريبة من بحيرة قوم لوط، وهم من بني مدين بن مديان بن الخليل إبراهيم، كان بعض السلف يلقبون شعيبا بخطيب الأنبياء لفصاحته وبلاغته في دعوة قومه إلى الإيمان برسالته، وقد روى ابن إسحاق بن بشر عن ابن عباس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذكر شعيبا قال: “ذاك خطيب الأنبياء”.

قصة نبي الله شعيب مع قوم مدين

وكان أهل مدين كفارا يغلقون الطريق ويقطعونه ويخيفون المارة ويعبدون الأيكة، وهي شجرة من الأيك حولها غيضة ملتفة بها، وكانوا من أسوأ الناس معاملة، يبخسون المكيال والميزان، ويأخذون بالزيادة ويدفعون بالنقصان، فبعث الله تعالى فيهم رجلا منهم، وهو نبيه شعيب، لكي يعبدون الله عز وجل وحده لا شريك له، وينهاهم عن هذه الأفعال القبيحة من بخس الناس أشيائهم وإخافتهم لهم في طرقهم، فآمن بعض الناس ولكن كفر أكثرهم.

وسخر أهل مدين من نبي الله شعيب عليه السلام، حيث قالوا له كما جاء في القرآن الكريم: “قَالُوا يَا شُعَيْبُ أَصَلَاتُكَ تَأْمُرُكَ أَن نَّتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا أَوْ أَن نَّفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ ۖ إِنَّكَ لَأَنتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ”، فرد عليهم شعيب قائلا: “قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا ۚ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَىٰ مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ ۚ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ ۚ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ ۚ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ”. صدق الله العظيم.

وتهكم أهل مدين من شعيب عليه السلام وقالوا إنهم لن يؤمنوا برسالته وسيتركوه فضلًا وكرامة لقبيلته القوية التي تعيش بينهم، فقال لهم شعيب أتخافون من قبيلتي ولا تخافون الله عز وجل؟ ولكنهم أصرّوا على كفرهم، فدعا عليهم شعيب عليه السلام قائلا كما ورد في قوله تعالى، “رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ” صدق الله العظيم.

عذاب قوم مدين

وكما ورد في القرآن الكريم، أن قوم مدين أخذتهم الرجفة، أي زلزلت بهم أرضهم من زلزال قوي، فأزهقت أرواحهم من أجسادهم، وذكر الله عز وجل في سورة الشعراء عذابا آخر وهو أنهم أصابهم حر شديد وأسكن الله تعالى عنهم هبوب الهواء 7 أيام، فكان لا ينفعهم ماء ولا ظل، حتى جاءتهم سحابة، فاجتمعوا تحتها ليستظلوا بها، ولما تكاملوا تحتها، رمتهم السحابة بشرر وشهب ورجفت بهم الأرض وجاءتهم صيحة من السماء فأزهقت جميع الأرواح، ونجى الله تعالى شعيبا ومن معه من المؤمنين.

ويذكر عن الحافظ ابن عساكر عن ابن عباس، أن شعيبا عليه السلام كان بعد يوسف عليه السلام، وعن وهب بن منبه أن شعيبا عليه السلام مات بمكة ومن معه من المؤمنين، وقبورهم تقع غربي الكعبة بين دار الندوة ودار بني سهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى