تاريخ ومزارات
كيف تطورت عمارة المنازل في مصر القديمة (صور)
أسماء صبحي
بصفة عامة، كان المصري القديم يعيش في منزل بسيط حرص عند بنائه أن يكون ملائمًا لبيئته التي يعيش فيها، وكما نعرف أن النهر العظيم كان يجلب الطين، السبب الرئيسي في صناعه الطوب، والذي استخدام في بناء المقابر والمنازل والقصور وبعض المعابد.
بناء المنازل في الدولة الوسطى
في الدولة الوسطي كان يراعى أن تكون اللبنة ضعف عرضها للانتفاع بها في البناء طولاً وعرضًا، وكان الطلاء الخارجي من الللبن نوعين، نوع خشن وهو من طمي النيل العادي، ونوع ناعم وهو عبارة عن خليط من طين دقيق الحبيبات وحجر جيري.
وكان المنزل فسيحًا وبه الكثير من الفتحات والأبواب والمنافذ، ويتخلله الإبهاء وقاعات الطعام والاستقبال، وفي الجزء الخلفي كانت توجد غرف النوم وحمامات، وكان الاثاث الذي يوضع في المنزل المصري القديم يمتاز بالبساطة والعملية وتأدية جميع الاغراض.
أنواع المنازل
ومنذ العصر الحجري الحديث، لدينا نماذج لأطلال مساكن تشبه الأكواخ من الطين، ويحتفظ المتحف المصري وغيره بنماذج من الطين لمساكن من هذه الفترة، ويستدل من آثار مرمدة بني سلامة على وجود نوعين من المساكن أحدهما بيضاوي متواضع مبني من جواليص الطين، أما الثاني فكان يبني من البوص.
والنوع الأول يقع أساسه تحت مستوى سطح الأرض في حين كان الثاني يقع على مستوى الأرض، وقد اتخذ كلاهما الشكل البيضاوي، وكانت مساكن مرمدة صغيرة تتراوح مساحتها بين 1.5 × 1 م، وكان أهلها يدخلونها عن طريق النزول فيها من أعلى بدرجة صغيرة من جواليص الطين من ساق فرس النهر.
ويمكن القول بأن النوع الأول من المساكن كان يستخدم أساسًا للمبيت وخاصة في أيام الشتاء، أما النوع الثاني فكان بمثابه كوخًا ليبيت فيه صاحبه في شهور الصيف.
عصر ما قبل الأسرات
وكانت المساكن في عصر ما قبل الأسرات مشيدة من أغصان الشجر والطين، وكانت بسيطة وتطورت فظهرت المساكن المستطيلة، وتوفرت فيها جميع عناصر البناء من سقوف وأيواب ونوافذ، وقسمت إلى أقسام وزودت بمواقد ومخازن بها قدور فخمة من الفخار، واستخدمت الحجار غير المنحوتة مع كتل الطين المجفف في تشييد المساكن وهذا يعد تطورًا في فن البناء.
ومن أشكال المنازل ما هو نصف دائري أو بيضاوي، ومنها ما هو مستطيل الشكل، وهناك نوع آخر عثر عليه محفور في باطن الأرض ينزل إليه بواسطة درجات، وعثر في المحاسنة على مسكن مربع من الصلصال، وهو دليل على وجود مساكن في مصر في العصر العتيق.
كما عثر على منزل مستطيل الشكل مكون من حجرة واحدة تنتهي بنافذتين من الحصير المجدول في العمرة، واستمرت هذه النوعيه حتي قبيل عصر الاسرات والأسره الأولى.
منازل الدولة القديمة
أما عن مساكن الدولة القديمة فقد كانت قليلة، واحتفظت لنا المجموعات الهرميه وخصوصًا في هضبه الجيزة بأطلال لمساكن من الطوب اللبن للعمال والحرافين الذين شاركوا في بناء الإهرامات، وفي أواخر الدولة القديمة وخلال عصر الدولى الوسطى، استطعنا التعرف على بعض تخطيطات المساكن، وذلك من خلال النماذج التي اقترح بتري بتسميتها “بيوت الروح”.
أما في عصر الأسرة العاشرة، فقد ظهرت المنازل ذات الدور الأعلى، وكانت الحجرة الاساسية تقام إما في الدور الأرضي أو الدور الذي يعلوه.
