أبرزها «الحلاقون» و«خدّام الأضرحة».. تعرف على مظاهر الطب الشعبي
أميرة جادو
يعتبر الطب التقليدي أو الشعبي هو أحد الموضوعات المتجذرة بعمق في التراث الإنساني، والذي يجمع بين المعرفة والمعتقدات، وكذلك العادات الشعبية الأصيلة الواردة في ثقافتنا الشعبية.
وبحسب دراسة أجريت عن التراث المرتبط بالطب الشعبي للباحثة زينب محمد عبد الرحيم الباحثة في الفولكلور والثقافة الشعبية، يعد الطب الشعبي ممارسات علاجية أكثر ما يميزها هو الإبداع والذي يتجسد في المعالجين الشعبيين ومدى براعتهم في هذا المجال وأيضًا تأثيرهم على من يلجأ لهم.
العلاج بالأعشاب.. “العطارين”
فهناك عدة أنواع تندرج تحت الممارسات العلاجية الخاصة بالطب الشعبي، مثل العلاج الطبيعي والذي يتمثل في التدليك والحجامة والكي.. وغيرها، وهناك ما يعرف بالطب الشعبي والعلاج بالأعشاب والذي تستخدم فيه المواد والنباتات العشبية بكافة أنواعها ويتخصص فيها كبار العطارين أو من لديهم معرفة متوارثة.
ويستخدم الطب الشعبي حتى يومنا هذا ويعتبر أكثر سلامة على صحة الإنسان من الأدوية الكيميائية، ولكن لا يعني ذلك الاعتماد الكلي عليها دون اللجوء إلى الطبيب.
“الحلاقون”
وأوضح الخبير الأثري الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمي، من خلال الدراسة، أن هناك طب شعبي سحري والمتمثل في الرقية والتعاويذ ومن الأطباء الشعبيون “الحلاقون المُعالجون”، كما أن لديهم العديد من الممارسات العلاجية التقليدية، مثل الفصد والحجامة وإعطاء الحقن ومعالجة الدمامل.
“الداية”
أما عن “الداية” المتخصصة في توليد النساء، هناك البعض من النساء يعتمدن بشكل أساسي عليهن أثناء الولادة حتى الآن رغم انتشار الطبيبات وأطباء النساء والوليد.
خدام الأضرحة
وأشار الخبير الأثري، إلى ما يسمون بـ “خدّام الأضرحة والأولياء” اللذين ابتدعوا لأنفسهم أسلوبًا خاصًا في العلاج فهناك شواهد ميدانية تؤكد ذلك، حيث ينصح المريض بأن يعطيه في ليلة الجمعة شيئًا من متعلقاته (المريض) كقطعة ملابس مثلا والباقي على خدام الضريح حيث يتولى هو الأمر واضعًا تلك الملابس أعلى مقصورة الضريح حتى صلاة الجمعة وبعدها يسلمها لصاحبها ويتلقى الأجر، ويطلب من المريض أن يرتدي هذه الملابس قائلًا “ببركة صاحب المقام يتحقق الشفاء”.
أسطورة “بئر الحنفي”
كما رصدت الباحثة زينب محمد عبد الرحيم، شاهد ميداني آخر يدخل في إطار العلاج الشعبي، وهو الاعتماد على المياه الموجودة في مسجد الحنفي بالسيدة زينب، حيث يأتي الكثير من الناس من كل مكان طلبين للماء من هذه المياه.
ويروي شيخ الجامع شفاهيًا حكاية متكررة عن هذا البئر، فيذكر أن هذا الماء إنه بئر من زمزم، حيث ذهب السلطان الحنفي لأداء فريضة الحج وهو عند بئر زمزم أضاع إناء كان يشرب به، وعندما عاد في ليلة ما بعد مرور فترة طويلة وجد هذا الإناء في البئر الموجود حاليًا داخل المسجد وهذه هي أقدم الروايات عن البئر.