حوارات و تقارير
بعد تطبيق الحزمة الرابعة.. هل تسقط العقوبات الأوروبية روسيًا اقتصاديًا؟

أسماء صبحي
بعد أن دخلت الحزمة الرابعة من عقوبات الاتحاد الأوروبي التي تستهدف الروس الأثرياء وحظر تصدير البضائع الفاخرة من التكتل حيز التنفيذ أمس الثلاثاء، تساءل العديد من الخبراء هل ستتمكن هذه العقوبات من إسقاط رسيا اقتصاديًا؟
وأكد جوزيب بوريل مسؤول الاتحاد الأوروبي للسياسة الخارجية، أن هؤلاء الذين يمكنون من غزو أوكرانيا يدفعون ثمناً لأفعالهم، مشيرًا إلى أن حظر البضائع الفاخرة تم إعداده للتأثير على “أسلوب حياة قطاع معين من النخبة الروسية” دون التأثير بالسلب على المستهلك الروسي العادي.
حزمة العقوبات الرابعة
وتضم البضائع الفاخرة السيارات التي يبلغ ثمنها أكثر من 50 ألف دولار أمريكي (55 ألف يورو)، والمنتجات الإلكترونية التي يبلغ ثمنها أكثر من 750 يورو، ومعدات التسجيل التي يبلغ ثمنها أكثر من ألف يورو، من بين منتجات أخرى.
وتم ضم رومان أبراموفيتش، الملياردير والمالك لنادي تشيلسي الانجليزي لكرة القدم، و14 آخرين من القلة الثرية إلى قائمة الأشخاص المفروض عليهم حظر السفر إلى الاتحاد الأوروبي وتجميد الأصول بسبب علاقاتهم مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، المخطط الرئيسي للحرب.
كما واستهدف الاتحاد الأوروبي تسعة كيانات جديدة، من بينها شركات الطيران وبناء السفن، وفرض التكتل عقوبات على إجمالي 877 فردا و62 ومؤسسة مرتبطة بالغزو الروسي لأوكرانيا.
وكان الاتحاد الأوروبي قد قرر في وقت سابق منع وكالات التصنيف الائتماني الأوروبية من تصنيف الديون السيادية لروسيا، وأيضًا الشركات الروسية، في عقوبات هي الأحدث التي يفرضها التكتل ضد موسكو بسبب غزوها لأوكرانيا.
تداعيات العقوبات على روسيا
وأكدت المفوضية الأوروبية في بيان موجز لتدابير الحزمة الرابعة من الإجراءات العقابية، أن الحظر سيؤدي إلى فقدانهم (الجانب الروسي) حتى الوصول إلى الأسواق المالية للاتحاد الأوروبي، نتيجة غزو أوكرانيا.
وأكدت التصنيفات الائتمانية قدرة المدين على سداد الديون عن طريق سداد أصل الدين ومدفوعات الفائدة في الوقت المناسب، فضلا عن احتمال التخلف عن السداد.
وتحول حزمة العقوبات التي اتفق عليها قادة الاتحاد الأوروبي خلال قمة الأسبوع الماضي دون حصول روسيا على أموال من صندوق النقد أو البنك الدوليين، وتجريد روسيا من وضع “الدولة الأكثر تفضيلا” في منظمة التجارة العالمية.
كما تحظر العقوبات ضخ أي استثمارات من الاتحاد الأوروبي في قطاع الطاقة الروسي، ومجمع الكرملين العسكري الصناعي، وكذلك استيراد الصلب أو الحديد الروسي، وتصدير السلع الكمالية من الاتحاد إلى روسيا.
ورغم ذلك، وخشية تعطل إمدادات الطاقة، عارض التكتل استهداف واردات الطاقة الروسية على الرغم من الانتقادات الشديدة من بولندا ولاتفيا وليتوانيا.
طرد روسيا من مجموعة السبع
ومن جهته، أكد ناصر قلاوون، أستاذ العلاقات الدولية، أن مصالح الدول تقفز على العلاقات الدولية، لافتًا إلى طرد روسيا من دول مجموعة السبع، مضيفًا أن روسيا لم تعط أسبابًا لدول العالم بشأن غزوها لأوكرانيا، لافتًا إلى أن الاستراتيجية الروسية ليست واضحة لحلفائها.
وتابع أن روسيا تتجاهل، بشكل تام، القوى الناعمة؛ فلا تشاور شركائها وجيرانها وهناك تخبطًا في هذا الأمر روسيا لا تخاطب الأمم المتحدة، والنخب الصديقة، مؤكدًا أن الغرب يدفع فواتير اللجوء روسيا تريد الحصول على الأرض، ولجوء المواطنين لدول أخرى، لافتًا إلى أنه لا يوجد اتفاق تجاري بين أمريكا وبريطانيا.
وأكد أن ما تفعله روسيا تحد كبير لحلف شمال الأطلسي (ناتو)؛ مؤكدًا أن أمريكا لم يكن لها استراتيجية في التعامل مع الاتحاد الأوروبي، مشيرًا إلى أن العقوبات لا يمكنها إسقاط روسيا على المدى القصير «والغزو الروسي لم يحقق الجائزة السياسية في الاستيلاء على كييف.
وأوضح أن حق النقض في مجلس الأمن (الفيتو)، هو قرار تقسيم العالم إلى مناطق نفوذ، مؤكدًا أن الناتو لن يحارب روسيا في أوكرانيا والرئيس الأمريكي بايدن وفريقه من الحمائم، وأنهى استراتيجية سلفه ترامب بإزعاج الحلفاء، مؤكدًا أن أوروبا تريد استراتيجية واضحة تجاهها من أمريكا.
ولفت إلى أن الحوارات بين القوى الكبرى؛ قد تفرز قيادة أمريكية واضحة، أو عزل روسيا وهو ما لا يأتي في مصلحة الصين والطبقة المتوسطة الروسية لا تريد العودة للحقبة السوفيتية، ونظام التقنين، مؤكدًا أن عالم الحبوب حول العالم متحرك، وروسيا قررت تجميد التصدير للاتحاد الأوروبي.



