بعد تعليق ملفها في الاتحاد الأوروبي.. هل فشلت “كييف” في الحصول على عضوية الناتو؟

أميرة جادو
مع استمرار حرب روسيا وأوكرانيا، التي بدأت في 24 من فبراير الماضي، أصبحت كييف راضية بشكل متزايد عن المواقف الأميركية والأوروبية، فيما يقول الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، إن الغرب لم يف بوعود الحماية، تفاديا للاصطدام مع موسكو.
يعتقد المراقبون أن فشل كييف في اتخاذ قرار بشأن طلب عضويتها في قمة الاتحاد الأوروبي الأخيرة في فرساي وتعليق الملف، سيكون له تأثير مباشر على تدمير محاولة أوكرانيا للحصول على عضوية الناتو، ومؤكدين أن عضوية أوكرانيا لحلف الناتو على خلفية الوقائع الجديدة التي سببتها الحرب الروسية الأوكرانية، يكاد يكون من المستحيل.
ومن جهته، أوضح عماد أبو الرب، رئيس مركز الحوار الأوكراني للتواصل والحوار، إن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وجد أن روسيا تريده تابعا لها وتحت وصايته، اتجه صوب أوروبا والناتو، ليس من باب معاداة روسيا أو لإيذائها، لكن لإيجاد مظلة حماية لبلاده، وهكذا فالوعود الأوروبية والأميركية المغدقة عليه كانت كبيرة جدا، من قبيل أننا سنحميكم وندافع عنكم بقوة، ولن نسمح بالاعتداء عليكم وسندعمكم بلا حدود.
وتابع رئيس مركز الحوار الأوكراني: “لذلك، تعاطى زيلينسكي بلغة الند، ومن موقع قوة وعدم رضوخ مع روسيا في مواجهته لتهديداتها، لكنه فوجئ بتصريح الرئيس الأميركي جو بايدن بعد بدء الهجوم الروسي، حول الدفاع عن كل شبر من أرض دول حلف الناتو، وهو ما شكل موافقة ضمنية من واشنطن على دخول روسيا لأوكرانيا”.
وأشار “عماد”: إلى أنه “طالما توجه زيلينسكي عبر الإعلام مخاطبا لناتو أكثر من مرة، حول ما الذي سيفعله لدعم أوكرانيا وإنقاذها من البراثن الروسية، وما إذا كان مؤيدا بالفعل، لا سيما أننا على مشارف الأسبوع الرابع من الحرب”.
خيبة أمل أوكرانية
وغي السياق ذاته، أكد رئيس المركز الأوكراني للتواصل والحوار: “الآن مع تواصل الحرب وما خلفته من مآس إنسانية ومن دمار، فإن زيلينسكي يقول للناتو، ما عدنا نريد الانضمام لحلفكم، ورسالته هنا فحواها، ما الجدوى من ذلك الانضمام طالما أنكم تركتمونا وحدنا ولم تدافعوا عنا، وستكشف الأيام القليلة القادمة ما إذا كان الغرب سيغير مواقفه أم لا، ومع الأسف يبدو حتى الآن أن السيناريو العسكري هو الغالب دون بوادر لحلول وتسويات سلمية”.
وبدورها قالت لانا بدفان، الباحثة في العلاقات الدولية والأوروبية في مدرسة الاقتصاد العليا في موسكو، “الوعود والتحريضات الغربية لكييف وإيهامها بالاستعداد لضمها للناتو والاتحاد الأوروبي، قادها في النهاية إلى التعنت والدفع نحو الحرب مع روسيا، ولولا تلك الوعود الغربية لما شهدنا أصلا اندلاع هذه الحرب، ولربما كان ممكنا تفاديها عبر الاتفاق منذ البداية على أن تكون أوكرانيا دولة محايدة”.
ولفتت الباحثة في العلاقات الدولية إلى أنه مع “الضخ الإعلامي الغربي المتواصل ضد روسيا وفرض العقوبات القاسية عليها، بات الرئيس الأوكراني زيلينسكي يعتقد أن الغرب سيذهب بعيدا في دعمه، لحد مطالبته له بفرض حظر حوي فوق أوكرانيا، وهو الأمر الذي قالت موسكو إنه سيقود لتوسيع الحرب لتصبح مع الناتو، وهذا الأمر واضح تماما أن الغرب يخشاه ويتجنبه”.
وأضافت “لانا” “كان ( زيلينسكي ) يعول بشكل غير منطقي على الناتو والغرب لحمايته لكن حلف الناتو خيب آماله، وأعلنها صراحة أكثر من مرة أنه له يتدخل في الصراع إلا في حال تعرض بلد عضو في الحلف لأي اجتياح روسي حسب قوله، كما أن الرئيس الأميركي، بايدن، أكد عدم التدخل العسكري في الصراع، وهكذا باتت أوكرانيا في ورطة كبيرة بفعل تعويل زيلنيسكي غير الواقعي على واشنطن والعواصم الأوروبية”.
وتعتقد الباحثة، أن “الغرب ورط كييف في حرب خاسرة مع موسكو، وجعل أوكرانيا ساحة حرب وتصفية حسابات مع الروس، أما المواطنون الأوكرانيون، لا سيما من أصبحوا لاجئين مع الأسف، فيدفعون حاليا ضريبة سياسات زيلينسكي ورهاناته الخاسرة على الغرب، وأحلامه المتبخرة في نيل عضويتي الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو”.