حوارات و تقارير

صناعة البلور.. أعرق الحرف التونسية قديما

دعاء رحيل
 
تعد صناعة البلّور من أقدم الأنشطة العريقة والمتجذرة في التّاريخ الثقافي التّونسي.
 
توارث الأجيال هذا النّشاط عن أجدادهم الفينيقييّن حيث اعتمدوه وطوّروه في قراح وكركوان. وبعد انحلال الإمبراطورية العثمانية، واصل المُختصّون التّونسيّون في صناعة البلور الإنتاج، وحسب الطرق التّقليدية: النّفخ في الهواء الطّلق أو داخل القالب.
 
انتشرت صناعة البلور في وسط العصر الإسلامي في تونس وعرف إنطلاقةً خاصّةً على غرار البُلدان الأخرى ذات الزخرفة الإسلامية: رشاقة زينة القوالب والنّحوت، وخاصّةً ثراء الزّخارف المُذهّبة والمُطليّة في عديد الأعمال.

تطوير صناعة البلّور

 
ومن جهتها سعت الخلافة الأغلبية والفاطمية والزّريد لمنافسة المستوى المرموق الذي شهدته بغداد في هذا الميدان، حيث قامت بتطوير صناعة البلّور منذ القرن الرّابع الهجري، وأصبحت هذه الصّناعة نشيطةً إلى القرن الرّابع عشر، حيث تمّ التخلي عن النّفخ بالفم في منتصف القرن العشرين ليحلّ محلّه الإنتاج المُصنّع. وبعد إختفاءٍ دام آلاف السّنين، يظهر البلور من جديدٍ في تونس بفضل الدّيوان الوطني للصّناعات التّقليدية الذي أعاد استعمال التقنيات التقليديّة؛ ثم واصل الحرفيّون المبتكرون العمل في عدّة اختصاصاتٍ جمعت بين التقاليد القديمة والتّطبيق العصري.
 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى