المزيدحوارات و تقارير

حياد ظاهري تجاه غزو كييف.. الصين تثبت صداقتها القوية مع روسيا

دعاء رحيل
 
قال سيرغي رادشينكو الأستاذ في جامعة جونز هوبكنز للدراسات الدولية المتقدمة ” أن يمكن أن نشاهد التوتر في التصريحات القريبة” منوها أن بكين فشلت في التعامل مع الموقف بحذر، لإمكانية اعتبارها عامل تمكين لبوتين مما قد يؤدي إلى نفور شركاء تجاريين غربيين، وأن يتعرض للخطر التوازنُ الهش للروابط التي أقامتها الصين السنوات الأخيرة مع كل من روسيا وأوكرانيا.

مجاور عملاق

 
ومن جهة أخرى أكد ريتشارد غياسي الخبير في مركز لاهاي للدراسات الإستراتيجية أن الوضع المستجد شلّ الصين فعليا. ويوضح أن “المصالح الأمنية تتفوق دائما على المصالح الاقتصادية” في حسابات الصين، فلن تتحول بشكل جذري نحو موقف أكثر تأييدا لأوكرانيا، لافتا إلى أن روسيا “بلد مجاور عملاق ومسلح نوويا وغني بالموارد” ولن تخاطر بكين باستفزازها.
 
وما يرفع من وجود عوائق في وضع الصين محنة مواطنيها البالغ عددهم 6 آلاف في أوكرانيا، والذين يتم إجلاؤهم تدريجا عن طريق البر وفي القطارات إلى بلدان مجاورة مع النازحين الآخرين، وكانت أكثر من 12 حكومة حثت مواطنيها على مغادرة أوكرانيا منتصف فبراير/شباط الماضي، لكن الصين امتنعت عن القيام بمثل هذه الخطوة.

قراءة الوضع

 
كما طلبت الصين من مواطنيها “الحفاظ على هدوئهم” والبقاء في منازلهم حتى مع دخول القوات الروسية الأراضي الأوكرانية، كما اضطرت لإلغاء جسر جوي مقترح بعدما أغلقت كييف المجال الجوي أمام الطائرات المدنية.
 
وفي إشارة إلى أن بكين أخطأت في قراءة الوضع، حثت سفارتها بأوكرانيا في البداية مواطنيها على وضع علم البلاد على سياراتهم كإجراء وقائي، لكنها سرعان ما تراجعت عن هذه التوصية بعد إبلاغ البعض عن تعرّضهم لعداء لاحق من السكان المحليين.
 
فيما قال مانوج كيوالراماني من معهد تاكشاشيلا في بنغالور للدراسات “الموقف السياسي الذي تبنته الحكومة الصينية صعّب الأمور على مواطنيها هناك”، مضيفا “إذا قتل صينيون في أوكرانيا، سيصبح الحفاظ على الحياد المؤيد لروسيا الذي تتبناه حكومة بكين اليوم صعبا”.
 

دور الوسيط

كما تلعب الصين دور الوسيط، حيث طلب شي من بوتين خلال مكالمة هاتفية الأسبوع الماضي حلّ الأزمة بـ “آلية أمنية أوروبية مستدامة عبر مفاوضات” فيما قال وزير الخارجية لنظيره الأوكراني إن بكين “تأسف” للصراع وتأمل بأن يتمكن الجانبان من التوصل إلى حل دبلوماسي”.
 
بينما أكد ستيف تسانغ مدير معهد الصين بجامعة لندن للدراسات الشرقية والأفريقية أن أي دور وساطة تقوم به الصين لن يصل إلى حد استخدام نفوذها لإقناع بوتين بتغيير موقفه، منوها “إنه حياد ظاهري، لكن في الواقع، ما زالت (الصين) بجانب روسيا”، مؤكدا أن التوصل لحل تفاوضي السيناريو الأقل سوءا بالنسبة لبكين، وفق محللين.
 
ووفقا لـ قناة الفرنسية، أضاف تسانغ أن أسوأ حالات الصين أن يؤدي تشديد العقوبات على روسيا، أو فشل أهدافها العسكرية في أوكرانيا، إلى انتفاضة تطيح بوتين من السلطة مما قد يؤدي لتشكيل حكومة موالية للغرب بموسكو.، مؤكداً “أشك في أن شي يريد أن تتصاعد الحرب في أوكرانيا. لكنه يريد أن يرى بوتين قادرا على الحصول على ما يريد من دون التسبب في أضرار جانبية كبيرة للصين وعلاقاتها مع بقية العالم”.
 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى