حوارات و تقارير

خبراء يكشفون عن خطر كبير يهدد الاقتصاد الإسرائيلي

أسماء صبحي 

يواجه الاقتصاد الإسرائيلي تحديات كبيرة نتيجة الحرب المستمرة في قطاع غزة، والتي تؤثر بشكل سلبي على مجموعة من القطاعات الحيوية. وتتسبب الحرب في تكاليف باهظة تتعلق بإعادة البناء وتعويض أسر الضحايا والإنفاق العسكري. مما يضع عبئاً ثقيلاً على الاقتصاد الوطني.

وضع الاقتصاد الإسرائيلي

وبحسب دانييل يعكوف، مرشد سياحي إسرائيلي، فقد أثر النزاع على قطاع السياحة الذي يعد مصدر رزق للكثيرين. مشيراً إلى أن غياب الرؤية الواضحة حول نهاية الحرب يعقد من صمود الاقتصاد.

وأشار تقرير لصحيفة “تايمز أوف إسرائيل” إلى أن النشاط التجاري في موانئ حيفا، التي كانت مركزاً رئيسياً للاستيراد والتصدير، شهد انخفاضاً بنسبة 16% في الشحن مقارنة بالنصف الأول من عام 2023. كما أدى التصعيد العسكري إلى تأجيل شركات الطيران الكبرى لرحلاتها إلى إسرائيل، مما زاد من تفاقم الأزمة.

علاوة على ذلك، أدت الحرب إلى خفض التصنيف الائتماني لإسرائيل من “إيه بلس” إلى “إيه”، وزيادة العجز إلى أكثر من 8% من الناتج المحلي الإجمالي، مقارنةً بـ4% في عام 2023. ويقدر الخبراء أن تكلفة الحرب قد تصل إلى 120 مليار دولار، أي ما يعادل 20% من الناتج المحلي الإجمالي.

خطر كبير

وتسببت الحرب أيضاً في توقف السياحة، وإغلاق العديد من الشركات الصغيرة، وتباطؤ عمليات الشحن. مما انعكس على النشاط التجاري في القدس وحيفا، حيث أغلقت محلات بيع التحف التذكارية في البلدة القديمة. وتجاهد متاجر السلع المستعملة في حيفا لبيع بضائعها في الشوارع الفارغة. كما ألغت شركات الطيران رحلاتها، وأصبحت الفنادق الفاخرة نصف فارغة.

وتؤكد الصورة الحالية أن الاقتصاد الإسرائيلي يواجه خطراً كبيراً بسبب استمرار النزاع مع حركة حماس، مع عدم وجود علامات على قرب انتهاء الصراع أو تهدئة الوضع. ورغم محاولات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لتهدئة المخاوف عبر التأكيد على أن الضرر الاقتصادي مؤقت، إلا أن الحرب تعد الأكثر دموية وتدميراً في تاريخ النزاع مع حماس، وألحقت ضرراً بآلاف الشركات الصغيرة وأثرت سلباً على ثقة المجتمع الدولي في الاقتصاد الإسرائيلي.

قلق شديد

وتوضح كرنيت فلوغ، الرئيسة السابقة للبنك المركزي الإسرائيلي، أن الاقتصاد يعيش حالة من عدم اليقين الشديد، حيث يثير الوضع الأمني قلقاً بشأن مدى استمرار الحرب وشدتها. وتشير الإحصائيات إلى أن 46 ألف شركة أغلقت أبوابها منذ بدء النزاع، مما يدفع الخبراء إلى التأكيد على أن إنهاء الحرب في غزة هو أفضل وسيلة للتغلب على الأزمة الاقتصادية الحالية.

وفي قطاع غزة، أسفرت الحرب عن نزوح 90% من السكان، وإغلاق جميع البنوك، وفقدان آلاف الوظائف. وفقاً لوزارة الصحة في القطاع، فقد لقي أكثر من 42 ألف فلسطيني مصرعهم وأصيب نحو 93 ألفاً آخرين منذ السابع من أكتوبر الماضي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى