قانون البادية.. حرمة البيت عند البدو وعقوبة التعدي عليها
أميرة جادو
يحرص أهالي البادية على الحماية والحفاظ على بيوتهم، ففي العرف البدوي للبيت حرمة يجب مراعاتها وعدم الاعتداء عليها، ويضمن القانون العرفي حماية البيت ولمن فيه من بشر ومتاع, إذا لا يحق للرجل أن يلحق غريمه داخل حرمة بيت آخر ويضربه, كما لا يحق للرجل أن يضرب أحد أبنائه أو زوجته داخل بيت أحد وإلا كلفه ذلك دفع ثمن انتهاك حرمة البيت.
ارتكاب الفاحشة
وفي حال إذا كان سبب دخول البيت هو ارتكاب أفعال مخالفة للآداب مع امرأة، فيعاقب من يدخل بغرامة لانتهاكه سلامته وتدنيسه حرمة البيت، حتى لو دخل بموافقة المرأة، فيطالب صاحب البيت إن كان لزوج أو غيره بحق البيت, بينما يقوم أهل الأنثى بتحمل مسؤولية عيبها.
تعارك رجلان
أما إذا نشب شجار بين رجلان أو تسابا داخل بيت رجل حق له أن يغرمهما, لذلك نجد الكثير من الناس يمتنعون عن الرد على إهانة التي وجهت إليهم, بل يطالب البيت بإعطائه حقه وهو بدوره يجبر المخطئ على دفع الحق, فصاحب البيت مطالب بإرضاء من أهين في بيته وبمقدوره مطالبة المعتدي وإجباره على دفع حق إهانة الرجل وحق انتهاك حرمة البيت.
وفي السياق ذاته، يعد صاحب الديوان، صاحب بيت المسئول عن الخطأ الذي يحدث في بيته، إلا أنهم يتغاضون عن الكلام الجارح في الديوان خصوصا إن كان الكلام ناتجا عن تداول في أمر قضية ويعتبر ملكا عاما لا يخص أحدا بمفرده لهذا نجد أن العشيرة أو المجموعة من الناس ملزمة بدفع حق لأحد الناس إذا أهين في ديوانها.
أحكام التعدي على حرمة البيت
أما عن أحكام القضاة بشأن حرمة البيت، فهي تتفاوت على حسب خطورة القضية وخطورة الأضرار الناجمة عن الاعتداء, والمنشد هو المخول في إصدار حكم ضد من اعتدى على رجل بالضرب في بيته, وقد يصل ثمن الخطوة التي خطاها وهو قاصد البيت بشاة أو بعير زد على ذلك دخول البيت والخروج منه.
والجدير بالذكر، المعتدي الذي أخل بحرمة البيت مطالب بكسوته بالقماش الأبيض, علاوة على العديد من الحقوق تقع على عاتق الجاني منها ما سببه من ترويع للأطفال وإزعاج للجيران, لذا لا نستغرب إذا ما رأينا أحدهم يحجم عن اللحاق بضاربه أو قاتل أخيه حين يدخل أحد البيوت لعظم حق ذلك حيث يفوت في أحيان كثيرة دية الرجل المقتول, وتجب مراعاة حرمة البيت حتى لو كان صاحبه غائبا.