أغرب الطقوس الهندية.. الانتحار بالغرق وحرق الجثث في “مدينة الموت”
أميرة جادو
تتمتع الهند بمستوي خاص من الثقافة والحضارة، فهي ثاني أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان، حيث يبلغ عدد سكانها 1.2 مليار مواطن، علاوة على ترتيبها السابع بين أكبر الدول من حيث المساحة، وتزخر الهند أيضاً، بتباينات عديدة قيمية ومجتمعية خلقت معها غرائب مثيرة في ممارسة بعض الطقوس، التي ربما يتوافق بعضها مع السائد، بينما يرى آخرون في بعضها الآخر أنه مختلف عنهم وغير تقليدي.
الانتحار بالغرق
ويمارس سكان الهند العديد من الطقوس الروحانية، حسب المعتقدات السائدة، ولعل أغربها هي “الانتحار بالغرق”؛ فهذه الظاهرة هي الأكثر غرابة وانتشارا، حيث تعد من أعلى الدول في معدلات الانتحار على الإطلاق، ففي 2012 سجلت نحو 135،445 حالة انتحار بمعدل 371 حالة انتحار في اليوم، وذلك وفقا لبيانات المكتب الوطني لسجلات الجريمة.
“فاراناسي” أيقونة حرق الجثث
وبولاية أوتار براديش الهندية تحديدًا في مدينة فاراناسي، يقام احتفال فريد من نوعه يمزج ما بين الموت والحياة بطريقة فريدة ومرعبة، بينما لا تخلو من طرافة في آن؛ فالأموات ضيوف شرف والأحياء أشبه بمن شارف على فقد عقله.
كما تعد هذه المدينة من أقدس المدن السبع في الديانة الهندوسية، علاوة على كونها واحدة من أقدم المدن المأهولة في العالم والتي تشيد بها المحارق الخاصة بحرق جثث المتوفين، وتستخدم منصة منفصلة لحرق جثث الرجال الهندوسيين المقدسين، فعند وفاة شخص يتم وضعه وسط الأخشاب، ثم إشعال النيران داخلها فتحترق الجثة وهو يعتبر تكريما للميت عندهم، واللافت في الأمر أنه لإثبات ولاء الزوجة (الأرملة) يتم حرقها معه.
كم أنها المكان المثالي والخيار الأنسب لمفارقة الحياة عند المتدينين من أتباع الديانة الهندسية، وهذا ينبع من إيمانهم بأن إحراق الجثة في تلك المدينة سيؤدي إلى تناسخ الأرواح وانتقالها من حياة لأخرى، ويجعلها تنضم إلى نعيم الخلود.
ووفقًا لما ذكره الروائي الأمريكي الشهير “مارك توين”، تعتبر مدينة فاراناسي الهندية “أقدم من التاريخ وأقدم من التقاليد وحتى أقدم من الأساطير”، وبعد مرور أكثر من قرن على كلمات توين، لا تزال المدينة تعيش بمعزل عن التطور المرتبط بأي مدينة في القرن الواحد والعشرين، وهذا لأن هذه المدينة التي تعتبر العاصمة الروحية للديانة الهندوسية منذ ألف عام لا تعطي المستقبل كثيرا من اهتمامها.
“مدينة الموت”، فالموت فيها يعتبر فنا يدعو للاحتفال، علاوة على أنه تقليد هام للعبور من جانب لآخر، مما جعل شوارع المدينة تمتلئ بالأشخاص الذين يمارسون تقاليد متعلقة بالموت، وفي هذه الأجواء الاحتفالية يسكب المحتفلون تراب المتوفين الذين تم حرقهم فوق رؤوسهم أثناء الرقص والغناء في احتفالات الحياة والموت.