عادات و تقاليد

“مزمار وربابة وبخور”.. طقوس الاحتفال بـ “ليلة الحنة” في الصعيد

أميرة جادو

تختلف مراسم الزواج في الثقافات العربية، ولكن لا تزال ليلة الحناء (أو الحنة) تستحوذ على الأهمية الكبرى بين كل تلك الطقوس، فلكل مجتمع عاداته وتقاليده، وربما أفضل العادات هي التي ترتبط بالمناسبات السعيدة، ولا تزال تحتفظ بتراثها الذي يوحي للذهن معاني الترابط والانتماء.

طقوس ليلة الحنة

ومن الأدوات الشهيرة في ليلة الحنة، “المزمار والربابة” تلك الآلة الموسيقية التي تتواجد في أفراح الصعيد، خاصة إذا كانت مرتبطة بليلة “العريس”، وهي من أكثر الآلات التي لا تزال تستخدم حتى الآن لارتباطها بالتراث الذي حولها إلى عادة تتبع في الأفراح.

ومن العادات التي يحرص الأهل والأقارب ويتمسكون بها، رقية العريس باستخدام البخور تلك العادة التي توارثتها الأجيال؛ لحمايته من الحسد في أهم يوم في حياته، وبعدها يلتف الأهل والأقارب من الرجال فقط، أمام بيت العريس في “ليلة الحنة”، يرددون الأغاني، ويرقصون رقصة “التحطيب” بالعصا، وهي الرقصة الأشهر في الصعيد، أما النساء فقد يشاهدن طقوس “ليلة الحنة” من النوافذ، أو من فوق أسطح المنازل، ولكن دون الجلوس مع الرجال، وقد يذهبن إلى منزل “العروس” لمشاركتها ليلتها الخاصة التي تحييها في منزلها.

يركب العريس “الحصان”، وهو مرتديًا جلبابه؛ ويرقص وسط الحضور الذين يزينونه بالـ”نقطة”، تلك الرقصة التي قد تتحول إلى سباق خيل يسمى “المِرماح”، كنوع من البهجة في ليلة العرس.

ويتم تحضير وعاء الحنة الذي تنيره الشموع، فهو من أبرز الطقوس في أغلب الأحياء المصرية. وإن كانت بعض الأوساط بدأت استبدال نقوش الحنة السوداء به. إلا أنه لا يزال طقسًا قائمًا في قرى الصعيد، ويحرص العريس وعروسه على استخدامها لصبغ إيديهم وأرجلهم. كما يفرح الصبية بتقاسم ما بقى من “الحنة” وتلوين أيديهم بها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى